رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ميتروفان الشهيد الجديد رئيس أساقفة أستراخان رئيس موهوب عندما افتتحت أعمال مجمع “كل روسيا” في آب سنة 1917، انتخب ﭭﻼديكا ميتروفان ليقوم عملياً بكل المهام. لقد قام بإعطاء المحاضرات فيما كان نشاطه وتصميمه غريبين. يتذكر د. رومانوﭪ “كنا مندهشين باستمرار من قدرة هذا الرجل على العمل لعدة ايام، فهو يعمل ويبقى يعمل”. كان رئيس الأساقفة متكلّما أساسياً في قضية إصلاح البطريركية. لقد أدّى دفاعه الملتهب إلى إثارة جدل حاد دام ستة وعشرين يوماً، كان على رئيس الأساقفة خلالها أن يتحمّل نقداً مراً من المعارضة. عندما سوي أمر الجدل أخيراً على نحو مرُضٍ، كان فرحاً جداً لدرجة أنه قبّل كل مندوبي أستراخان . في الأشهر اللاحقة، قام ﭭﻼديكا ميتروفان بعدة رحلات مطولة إلى موسكو لحضور دورات متلاحقة للمجلس. في سنة 1918، كان عائداً في بداية الصوم الكبير إلى أستراخان فوجد أن الحرب الأهلية قد سبقته إليها. كان البولشفيون قد احتلوا الكرملين. وقد سُدَّت عدة مداخل وكان المؤمنون يحتاجون إلى إذن خاص لدخول الكرملين للصلاة في الكاتدرائية. وبالرغم من تلك الظروف استمر ﭭﻼديكا بإقامة الخدم بانتظام. تصاعد التوتر مع اقتراب الجيش الأبيض والقوات البريطانية. بعد قداس عيد القديس ﭭﻼديمير (15 تموز)، أعلن ﭭﻼديكا انه سيقام زياح كنسي حول الكرملين، وبأن كل المؤمنين في المدينة سوف يتضرعون بفم واحد وقلب واحد إلى الله لحفظ المدينة من إراقة الدماء. كان ذلك حدثا لا يُنتسى، إذ ترك تأثيراً روحياً ومعنوياً كبيرين عندما التفّ المشاركون في الزياح حول الكرملين، وقد حمل ﭭﻼديكا أيقونة والدة الإله فوق رأسه وصرخ متوسلاً : “أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصّينا. وفي الواقع، فقد مرّت ثورة اليوم الواحد في المدينة في الشهر اللاحق بدون إراقة دماء. في تلك الفترة جرى تمردّ حتى داخل الكنيسة. فقد حرص النظام الجديد على قيام حركة ديمقراطية في محاولة منه لإضعاف تأثير الكنيسة. ومن المحزن أن أسقفاً جديداً تابعا ًﻠﭭﻼديكا ميتروفان، وهو الاسقف ليونتي (تسارﻴﭭﺴﻜﻲ)، أصبح ضحية هذه الفكرة وذهب إلى حد محاولة قلب الشعب ضد رئيس الأساقفة الذي وقف بصلابة أمام تلك البدعة المؤذية. مع تنامي الحرب واحتلال أستراخان موقعاً استراتيجياً، سيطر البولشفيون على الكرملين أكثر فأكثر، واحتلوا تدريجياً مساكنالإكليروس ثم طردوهم فأصبح رئيس الأساقفة، عملياً لوحده. حاول المؤمنون إقناعه بالمغادرة، يقيناً منهم بأنه من الخطر عليه البقاء بين من حملوا تجاهه الضغينة. تناهى إلى سمع سكرتيره ما كان يقوله آمر الكرملين مازاكوف”لماذا نسرف في اتّباع قواعد السلوك مع رئيس الأساقفة؟ فهو مناصر علني للقيصرية وعضو في الدوما القيصرية. لقد قام بمسيرة شعبية كبيرة في تموز تحت غطاء زياح كنسي. لقد كان هذا إظهاراً لقوة هي ضد الثورة، ونحن كالأغبياء أغلقنا أعيننا. كان يجب أن يكون مصفوفاً منذ زمن بعيد على الحائط (إشارة إلى إعدامه بالرصاص). عندها أيقن ﭭﻼديكا بأنه على وشك أن يُطرد بالقوة، فوافق على أن يترك ويقيم في احد أديرة المدينة. جلب وصول كيروﭪ، في شهر كانون الثاني مزيداً من التوتر إذ كان مصرّاً على “تنظيف” المدينة من كل القوى المعادية للثورة. بدا ﭭﻼديكا، حتى ذلك الوقت، هادئا ظاهريا. لكن بعد ان وقع ضحايا في صفوف أبناء الكنيسة، صار يبدي علامات قلق من أنه إذا استمر ألأمر على هذا فسوف يبيدون كل الإكليروس. ومع ذلك فأنه رفض بوضوح مغادرة المدينة واغتاظ ممن يقترحون مثل هذا الأمر: “لن أغادر رعيتي. أنا أحمل على صدري صليب المخلص الذي سوف يوبّخني ويدينني بسبب جبني وتهاوني. أرغب بأن أسألكم: لماذا لا تهربون أنتم؟ هذا يعني أنكم تتمنون شرفكم أكثر مما أتمنى انا درجة رئاسة اسقفيتي؟ اعلموا بأنني بريء أمام بلادي وشعبي!” |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ميتروفان الشهيد | طريق جلجلته |
ميتروفان الشهيد | طفولة معذبّة |
القديس ميتروفان الشهيد الجديد رئيس أساقفة أستراخان |
إيقونة ميتروفان الشهيد |
أنا حلو..أنا موهوب |