جاء السيد المسيح ممثلًا للبشرية حلّ عليه الروح القدس الذي ليس بغريب عنه، لأنه روحه. حلول الروح القدس على المسيح يختلف عن حلوله علينا؛ بالنسبة له حلول أقنومي، واحد معه في ذات الجوهر مع الآب، حلول بلا حدود. أما بالنسبة لنا فهي عطية مجانية ونعمة تُمنح لنا في المسيح يسوع قدر ما تحتمل طبيعتنا ليعمل على تجديدها المستمر. لذا قيل عن السيد المسيح "فيه سُرّ أن يحل كل الملء" (كو 1: 19، 2: 9)، ومن ملئه الذي يملأ الكل ينال جميع المؤمنين نعمة فوق نعمة (يو 1: 16).
كلمة الله هو الحكمة عينها والفهم والقوة... فحلول الروح القدس ليس حلولًا زمنيًا بل هو اتحاد أزلي بين الأقانيم الثلاثة. بالتجسد الإلهي قَبِل ربنا يسوع ظهور الروح القدس حاّلا عليه لكي يهبنا نحن فيه، كأعضاء جسده، عطية الروح القدس واهب الحكمة والفهم والمشورة والقوة والمعرفة ومخافة الرب.