لا يعتمد الرُّسل والمُبشّرون بالإنجيل للقيام بمُهمَّة الإرساليَّة على قواهم البشريَّة وحدها، أو على الموارد والضَّمانات البشريَّة وإنما يؤدّون مُهمَّتهم بقوة الرُّوح القدس.
أشار يسوع إلى حلول الرُّوح المقبل في حديثه بعد العشاء السِّري، وقد أوضح ذلك بقوله لتلاميذه "المُؤَيِّد، الرُّوحَ القُدُس الَّذي يُرسِلُه الآبُ بِاسمي هو يُعَلِّمُكم جَميعَ الأشياء ويُذَكِّرُكُم جَميعَ ما قُلتُه لَكم "(يوحنا 14: 26)، "ومَتى جاءَ المُؤَيِّدُ الَّذي أُرسِلُه إِلَيكُم مِن لَدُنِ الآب... فهُو يَشهَدُ لي" (يوحنا 15: 26).
فيشترك الآب والابن في إرسال الرُّوح. ولذلك فان قوة المسيح تُوكل إلى التَّلاميذ المُرْسَلين. لذلك يترك يسوع المرسلين في حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل حتى يختبرون العناية الإلهية ويعتمدون على الرَّبِّ. فهم ليس بحاجة إلى شيء سوى أن يعيشوا من العلاقة معه تعالى، ومنه يتلقون تأمين ضمانة لحياتهم ومن الذين يستقبلونهم في بيوتهم.