رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تمييز مشورات الشرير | الأنبا أنطونيوس:- اعرفوا مشورات الشرير، فإن جاءكم في زيّ من يعلم بالحق لكي يخدعكم ويقودكم بمكر، أو جاءكم كملاك نور، فلا تصدقوه ولا تطيعوه، لأنه يفتن المؤمنين بمظاهر مغرية لها صورة الحق. ولا يعرف غير الكاملين حيل الشيطان وما يبثه فيهم دائمًا. أما الكاملون فيعرفونها، إذ يقول الرسول: "وأما الطعام القوى فللبالغين الذين بسبب التمرّن قد صارت لهم الحواس مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر" (عب 14:5). أمثال هؤلاء يعجز عن أن يخدعهم. إنما يفتن... أولئك الذين لا يسهرون على أنفسهم، فيصطادهم بطُعم يبدو لهم حلوًا. وذلك كصيَّاد السمك الذي يخفي صنارته في طُعمٍ حتى يصطاد السمك. وكما يقول سليمان الحكيم: "توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت" (أم 25:16). هذا يحدث معهم بسبب اتكالهم على ذواتهم، إذ يتبعون دومًا ميول قلوبهم، ويحققون أهواءهم الخاصة، ولا ينصتون إلى آبائهم ولا يطلبون مشوراتهم. هكذا يُظهر لهم الشيطان رؤى وتصورات خادعة، نافخًا قلوبهم بالكبرياء.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. وأحيانا يرسل لهم أحلامًا في الليل تتحقق في النهار، حتى يسقطون في حيرة عظيمة، بل وعلاوة على هذا يُظهر لهم في الليل نورًا يضيء المكان الذين هم فيه، ويصنع لهم أمورًا أخرى كثيرة خاطئة وعلامات... كل هذا لكي تطيب له قلوبهم فيقبلونه كملاك. وبقدر ما يقبلونه، يقذف بهم من علوهم إلى أسفل، بواسطة روح الكبرياء الذي تسلط عليهم. ويجعلهم يحسبون أنفسهم عظماء وأجلاء روحيًا أكثر من غيرهم، وأنهم ليسوا بمحتاجين إلى آبائهم أو الإنصات إليهم. هكذا يتم فيهم قول الكتاب المقدس إنهم عناقيد عنب حقيقية زاهرة لكنها مُرة وغير ناضجة. فقد صارت تعاليم آبائهم بالنسبة لهم صعبة، إذ يحسبون أنهم عارفون بكل شيء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|