رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شواطيء بحر سوف "ارتحلوا من إيليم ونزلوا على بحر سوف" (ع 10). قلنا أن سوف تعني "قصب الغاب"، لأن المنطقة الشماليّة للبحر من جانب مصر كان يمثل مجموعة من المستنقعات يكثر حولها قصب الغاب. إذ بلغ الشعب إيليم وتمتعوا بالحياة الإنجيليّة الرسوليّة التزموا ألاَّ يعبروا بحر سوف مرّة أخرى بل أن ينزلوا على شواطئه. إنهم دخلوه مرة واحدة إشارة إلى المعموديّة التي لن تتكرر حتى إن أنكر المؤمن إيمانه وعاد مرة أخرى بالتوبة، فإنه لا ينزل إليها بل ينزل إلى جوارها خلال التوبة ليستعيد عمله فيها. لهذا يقول الرسول بولس: "لأن الذين استُنيروا مرة (نالوا المعموديّة التي هي سرّ الاستنارة) وذاقوا الموهبة السماويّة وصاروا شركاء الروح القدس، وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي، وسقطوا لا يمكن تجديدهم (أي لا تُعاد معموديتهم التي هي سرّ تجديد الطبيعة) أيضًا للتوبة، إذ هم يصلبون لأنفسهم ابن الله ثانية ويشهرونه" (عب 6: 4-6). يقول القديس كيرلس الأورشليمي: [إننا لا ننال المعموديّة مرتين أو ثلاثة... لأنه يوجد "رب واحد وإيمان واحد ومعمودية واحدة" (أف 4: 5)، فلا تُعاد إلاَّ معموديّة الهراطقة إذ لا تحسب معموديّة]. ويقول العلامة ترتليان: [لا يمكن إعادة السرّ]. إنهم يعسكرون على شاطيء البحر يذكرون عمل الله العجيب خلال المياه المقدسة، كيف خلصهم من فرعون وحطم الشيطان وكل قواته الشريرة. هذا والوقوف بجوار البحر يُذكِّرهم أيضًا بالأمواج الشديدة التي يتعرضون لها خلال رحلتهم لكنهم لا يخافونها بل يذكرون خلاصهم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|