|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اهتم موسى بالصلاة طالبًا من الله أن يختار بنفسه الرجل الذي يقود الجماعة... لم يفكر في ابنيه ولا في أقربائه ليحلّ أحدهم مركزه لكنه اهتم أولًا وقبل كل شيء في الجماعة التي يحبها من كل قلبه. يقول العلامة أوريجينوس: [يجب على رؤساء الكنيسة بدلًا من أن يوصوا بأقربائهم حسب الدم والجسد... أن يتعلموا الرجوع إلى أحكام الله، وبدلًا من أن يختاروا حسب عواطفهم البشريّة أن يتركوا تعيين من يخلفهم لقرار الله. ألم يكن يستطيع موسى أن يختار رئيسًا للشعب بحكمة حقيقيّة وبقرار صالح وعادل، هذا الذي قال الله له "اجمع إليَّ سبعين رجلًا من شيوخ إسرائيل الذين تعلم أنهم شيوخ الشعب" (عد 11: 16)، وقد اختارهم حسب روح الله الذي حلَّ عليهم فتنبأوا جميعًا؟ لكن موسى لم يفعل هذا ولا عيَّن أحدًا. إنه لم يجسر على فعل هذا، لماذا؟ حتى لا يترك للأجيال القادمة مثالًا فيه يعتمد الإنسان على رأيه. إنه يقول: "ليوكل الرب إله أرواح جميع البشر رجلًا على الجماعة، يخرج أمامهم ويدخل أمامهم ويخرجهم ويدخلهم لكي لا تكون جماعة الرب كالغنم التي لا راعي لها" [16، 17]. إن كان رجل عظيم كموسى لا يترك لحكمه الخاص في أمر تعيين رئيس على الشعب، وتنصيب خلف له، فمن الذي يجسر من وسط هذا الشعب... أو حتى بين صفوف الكهنة أن يعتبر نفسه قادرًا على إعطاء رأيه في هذا الأمر، اللهم إلاَّ في حالة إلهام يحصل عليها خلال الصلوات الكثيرة والتضرعات المقدمة لله؟]. أجاب الله طلبته بتوصيته أن يضع يده على تلميذه يشوع بن نون. حقًا ما أعظم فرحة موسى بهذا الأمر الإلهي، فقد اختار الرب الرجل الذي كان الذراع الأيمن لموسى زمانًا طويلًا، هذا الذي كان لا يفارق الخيمة (خر 33: 11). يتشرب الروح الكنسيّة العميقة والداخليّة. الإنسان الذي دخل أرض الموعد وجاء يقدم لإخوته عربون الحياة الجديدة مع تأكيدات بدخول الأرض والتمتع بخيراتها... وإنني أترك الحديث عن هذا القائد الجديد عند تفسير يشوع إن سمح الرب وعشنا، مكتفيًا هنا بالكشف عن مراسيم إقامته رئيسًا للجماعة: جاءت الوصيّة الإلهيّة لموسى: "ضع يدك عليه" [18]. وأوضح سفر التثنية فاعليّة هذا العمل: "ويشوع بن نون كان قد امتلأ روح حكمة إذ وضع موسى عليه يده" (تث 34: 9). لقد تسلم عمل امتلأ روح حكمة أو روح القيادة. لهذا ارتبط وضع الأيدي غالبًا بسيامة خدام الله. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|