|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النبوة الخامسة: 20 ثُمَّ رَأَى عَمَالِيقَ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «عَمَالِيقُ أَوَّلُ الشُّعُوبِ، وَأَمَّا آخِرَتُهُ فَإِلَى الْهَلاَكِ». 21 ثُمَّ رَأَى الْقِينِيَّ فَنَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «لِيَكُنْ مَسْكَنُكَ مَتِينًا، وَعُشُّكَ مَوْضُوعًا فِي صَخْرَةٍ. 22 لكِنْ يَكُونُ قَايِنُ لِلدَّمَارِ. حَتَّى مَتَى يَسْتَأْسِرُكَ أَشُّورُ؟». 23 ثُمَّ نَطَقَ بِمَثَلِهِ وَقَالَ: «آهِ! مَنْ يَعِيشُ حِينَ يَفْعَلُ ذلِكَ؟ 24 وَتَأْتِي سُفُنٌ مِنْ نَاحِيَةِ كِتِّيمَ وَتُخْضِعُ أَشُّورَ، وَتُخْضِعُ عَابِرَ، فَهُوَ أَيْضًا إِلَى الْهَلاَكِ». 25 ثُمَّ قَامَ بَلْعَامُ وَانْطَلَقَ وَرَجَعَ إِلَى مَكَانِهِ. وَبَالاَقُ أَيْضًا ذَهَبَ فِي طَرِيقِهِ. لقد رأى عماليق فنطق بالنبوة الخامسة والأخيرة، وإن كان البعض يعتبرها جزءًا لا يتجزأ من النبوة الرابعة. يقول: "عماليق أول الشعوب، وأما آخرته فإلى الهلاك" [20]. إن أول حرب تمت في البريّة كانت ضد عماليق أول الشعوب وقد بقوا في حرب مستمرة مع هذا الشعب حتى انتهى عماليق في أيام حزقيا (1 أي 4: 43). إن عدنا إلى سفر التكوين (تك 14: 7) نسمع عن الملوك رجعوا إلى عين مشفاط (الدينونة) التي هي قادش (مقدس) وضربوا كل بلاد العمالقة. لهذا حيث تقوم الدينونة ويفرز الشرّ عن البرّ، والنجاسة عن التقديس يقتل العمالقة في قادش أي في المقدسات. وكأنه حيث توجد القداسة لا يمكن أن يوجد العمالقة (جنود الشر). يقول العلامة أوريجينوس: [إذًا الذين يلتفون حول المقدسات (قادش) ويهتدون إلى التقديس والطهارة يقتلون عماليق ويزيلونه هذا الذي يقتنص الشعب بسرعة ويجعله منحرفًا... في القداسة (قادش) التي هي عين شفاط (الدينونة... وبقلب طاهر يتأمل عقاب الخطاة وسعادة الأبرار، بهذا يصارع ليطرح أمراء عماليق. أما الذين لا يهتدون إلى قادش أي القداسة ولا إلى عين الدينونة فلا يتأملون يوم الدينونة القادم، هؤلاء يخضعون لأمراء عماليق. يخطفهم عماليق بسرعة ويفترسهم وينحرف بهم بعيدًا عن الله]. إن عدنا إلى التكوين (تك 36: 11-12) نسمع أيضًا عن عماليق بن أليفاز بكر عيسو الذي ولدته أمه تمناع. هذا هو عماليق المقاوم لأولاد الله الذي ينبغي مقاومته، والده أليفاز الذي يعني (إلهي شتتني)، وأمه تمناع التي تعني (ممتنعة)... هنا عماليق ثمرة الاضطراب والتشتت بعيدًا عن الله والامتناع عن الرجوع إليه. إنه يمثل حالة التغرب عن الله والامتناع عن اللقاء معه. لهذا حسب أول عدو لشعب الله لأنه مقاوم لله ولشعبه، يلتقي بأولاد الله في البريّة ليهلكهم. إن كان عماليق يمثل باكورة المقاومة لله في شعبه، فإن السيد المسيح يمثل باكورة الطاعة لله فيهم، لهذا جاء السيد الذي هو الباكورة (1 كو 15: 20) ليهلك باكورة الشرّ أي عماليق. لهذا يقول بلعام "وأما آخرته فإلى الهلاك" وفي الترجمة السبعينيّة "وأما زرعه فيهلك". هذا الزرع كما يقول العلامة أوريجينوس هو [الاعتقاد الذي جعله راسخًا في ذهن الناس أن ينحرفوا بعيدًا عن الرب. هذا هو الروح الفاسد، والعقيدة البغيضة، الزرع الذي غرسه فيهم. هذا يهلك خلال الرجوع بتنهدات ليخلصوا (إش 45: 22)]. يكمل بلعام النبوة قائلًا: "ثم رأى القيني... وقال ليكن مسكنك متينًا وعشك موضوعًا في صخرة". ماذا يعني (القيني) إلاَّ المُقْتَني أو المَاِلك (تك 4: 1) فإن كان يلزمنا إبادة روح الشرّ عماليق وكل زرعه أي معتقداته وشروره إنما يجب أن نقتني آخر أو نكون نحن موضوع اقتنائه، ألا وهو السيد المسيح الصخرة ففيه نجد مسكنًا متينًا، وندخل إليه كالعصفور الذي يجد له فيه عشًا! يقول العلامة أوريجينوس: "يستطيع القيني أن يخلص إن نصب عشه على الصخرة، أي وضع رجاءه في المسيح، فلا يلتفت إلى خداعات الهراطقة الذين حوله...]. يقول: "لكن يكون قاين حتى متى يستأسرك أشور" [22]. إنه يحذر من دخل إلى السيد المسيح ووجد له فيه مسكنًا، إن عاد يتطلع إلى أشور (الهراطقة) ينحرف عن الحق فيهلك. إن كان عماليق يمثل الخطر خارج الكنيسة (الخطيّة والشرّ) فإن أشور يمثل الخطر داخل الكنيسة خلال الهرطقات تحت اسم المسيح. يقول: "آه! من يعيش حين يفعل ذلك؟" [23]. لقد أدرك أنه يتنبأ عن العصر الماسياني الذي يبعد عنه أكثر من 1500 عامًا، كما أدرك أنه بعيد من جهة التصديق إذ تحدث أمور فائقة للعقل. نختم نبوته بالقول: "وتأتي سفن من كتيم (كريت) وتخضع أشور وتخضع عابر فهو أيضًا إلى الهلاك" [24]. لقد رأى بروح النبوة أحداثًا كثيرة منها: أ. ما فعله إسكندر المقدوني قادمًا من جزيرة كريت (الحاكم اليوناني)، ويرى البعض أنه يشير إلى الاستعمار الروماني قادمًا من الغرب حيث كانت كتيم تشير لا إلى كريت وحدها بل كل الغرب. ب. تشير إلى خضوع العبرانيّين (عابر) للسبي البابلي (أشور). ج. يرى البعض في خضوع عابر للهلاك إشارة إلى رفض العبرانيّين شخص السيد المسيح ودخولهم إلى الهلاك خلال عدم الإيمان. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|