في السرد المرقسيّ أثناء الإحتفال بعشاء الفصح يركز مرقس على رغبة التلاميذ من خلال تساؤلهم للمعلم دون علّمهم بشئ عن سرّه الإلهي ورغبته قائلين: «أَينَ تُريدُ أَن نَمضِيَ فنُعِدَّ لَكَ لِتَأكُلَ الفِصْح؟» (مر 14: 12). يجيبهم يسوع بالقول والفعل، معلنًا ما هيأه هو بذاته مرسلاً إثنين منهم قائلاً: «اِذهَبا إِلى المدينة، فَيَلقاكُما رَجُلٌ يَحمِلُ جَرَّةَ ماءٍ فاتبَعاه، وحَيثُما دَخَل فَقولا لِرَبِّ البَيت: "يَقولُ المُعَلِّم: أَينَ غُرفَتي الَّتي آكُلُ فيها الفِصْحَ مَعَ تَلاميذي؟" فيُريكُما عُلِّيَّةً كبيرَةً مَفْروشَةً مُهَيَّأَةً، فأَعِدَّاهُ لَنا هُناك» (مر 14: 13-14). كلّ شئ مُهيأ من قِبل الرّبّ لأنه هو مَن يرغب أن يكشف عن حبه في الأيام الأخيرة قبل إتمام الفصح في جسده. وكعادة النساء هي الّتي كانت تحمل جرات المياه، إلّا أن بهذا النص رجل حيث يُعتقد إنه تلميذ أحد الربانيين (اسينيين أو غيرهم)، يهيأ للإحتفال بالفصح مع معلمه. يعكس يسوع إذ كلّ شي مُعد من قبله وتلاميذه مدعويين للإحتفال حيث يكشف المعلم بالقول والفعل الجديد عن حبه.