رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الابن سيّد الأحداث (مر 11: 1- 15: 47) بناء على إرادة العبد الرّبّ الحرة ووعيّه بالطاعة للرّبّ الّذي دعاه بحسب اشعيا سنرى الابن وهو يتوجهه نحو أورشليم عابراً مسيرة الآلام الّتي تبدأ بدخوله إلى أورشليم (مر 11: 1 – 10). وهنا تصل ذروة البشارة المرقسيّة إلى سرده آلام الابن الإلهي (14: 1- 15 :47). يُمهد لنا طقس أحد الشعانين مسيرتنا كمؤمنين طوال أسبوع الآلام كنقطة إنطلاق للإحتفال بسرّ آلام الرّبّ وموته ودفنه وقيامته. من خلال تتبعنا للقرائتين بحسب مرقس، ومقارنتنا نصوص القيامة الّتي تتمحور حول قيامة الرّبّ خلال زمن القيامة، نجد أنّ رغبة مرقس الإنجيلي، في أنّ يبشرنا برواية آلام وموت وقيامة يسوع بشكل كامل. ووفقًا لنصوص مقالنا هذا نجد أنّ إعلان الإنجيلي بنصيّن إنجيلييّن لهما قيمتهما اللّاهوتيّة بحسب منهجيّته. تُرتكز رواية حدث دخول يسوع أورشليم بحسب مرقس (11: 1 – 10)، تمهيد لقراءة روايّة آلام الرّبّ، والّتي ترد مُطولة بحسب مرقس 14: 1- 15: 47. على ضوء قرائتنا لبعض آيات النشيد الثالث لعبد الرّبّ (أش 50: 4-7) والّذي من وجهة نظرنا، هو بمثابة مفتاحًا تفسيريًا لّاهوتيًا لروايّة الآم يسوع. إلّا أنّ المقاطع الإنجيليّة المأخوذة بحسب مرقس، تساعدنا على الدخول في سرّ يسوع الفصحيّ والأحداث الّتي تروي آلامه وموته أي عبوره للقيامة والمجد. يكشف لنا الإنجيلي بأنّ سيّادة يسوع هي الّتي تحتل المكانة الأوّلى وتُسيطر على كلّ الأحداث الّتي تجري من حوله. إنّه ليس مستسلمًا للألم ولم يقع تحت رحمة الرافضين له من البشر الّذي آتىّ خصيصًا من أجل خلاصهم، بل هو سيّد لمصيره وقراره. ففي روايّة دخوله إلى أورشليم، تؤكد على دخوله المسيّاني والّتي تُجسد نبوءة زكريا الـقائل: «اِبتَهِجي جِدّاً يا بِنتَ صِهْيون وإهتِفي يا بنتَ أُورَشَليم هُوَذا مَلِكُكَ آتِياً إِلَيكِ بارّاً مُخَلِّصاً وَضيعاً راكِباً على حمارٍ وعلى جَحشٍ ابنِ أتان» (9: 9). يُظهر هنا مرقس الإنجيلي هويّة يسوع الحقيقيّة، فهو سيّد لكلّ الأحداث الّتي تدور حوله. ففي هذه الروايّة وهي أقصر الروايات مقارنة بباقي الأناجيل الثلاث، تحتلّ الآيات من جانب يسوع مساحة كبيرة (راج مر 11: 1 – 6)، وهذا يُهيئنا للإحتفال بحدث دخوله لأورشليم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|