منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 04 - 2024, 10:41 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,268

شعب العهد القديم مثال لشعب العهد الجديد




شعب العهد القديم مثال لشعب العهد الجديد

يُشكّل هذا النص (10: 1 - 31) الذي نقرأ وحدة أدبيّة، نستطيع أن نقسمها قسمين كبيرين، مع تنبيه من التجربة التي أصابت الشعب الأول وتصيب الكورنثيين إن لم ينتبهوا إلى التجربة، هذا مع العلم أن الله لا يجرّبُنا فوق طاقتنا. في آ 1 - 5، كلّ شعب اسرائيل اختبروا عطايا الله الخلاصيّة. ومقابل هذا، بعضٌ منهم تمرّدوا على الله (آ 6 - 11). خمسة أمثلة إيجابيّة، وخمسة أمثلة سلبيّة، نافية. يبدو أننا هنا أمام عظة ألقاها بولس كما فعل مثلاً في أنطاكية بسيدية حيث أنطلق من مصر والقضاة وصموئيل فوصل إلى داود وبالتالي إلى يسوع المسيح (أع 13: 16 - 52). أما في 1 كو، فلبث في سفر الخروج والعيش في البرية، وقدّم لائحة بأعمال الله الخلاصيّة، ثم لائحة بالخطايا تنتهي بتحذير للسامعين. مثل هذه البنية نجدها في نصوص الكتاب المقدس: في نشيد موسى (تث 32)؛ في مز 78. كما نجدها في الأدب اليهودي وفي العهد الجديد (الرسالة إلى العبرانيين)(25).

أما آ 1 - 5 فهي مدراش أو درس وتأمّل، يرتبط بالخروج والإقامة في البـريّة. أول هديّـة من لدن الله: السحابـة νεφελη. هنا نقرأ خر 13: 21:

وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود من سحاب

ليهديهم في الطريق

وليلاً في عمود من نار ليضيء لهم،

فواصلوا السير نهاراً وليلاً.

كيف يمكن أن يسير الشعب في النهار، وحرّ الشمس يلفحُهم؟ لهذا جعل الله لهم »مظلّة« ترافقهم. تلك هي حماية الرب في النهار، مع حماية مماثلة في الليل: نار تضيء. فالسحابة ترافق ظهور الله (خر 19: 9) الذي يقود شعبه بحيث لا يضلّ الطريق. ردّد مز 105: 39 هذه الخبرة:

بسط سحاباً ظلّلهم

وناراً أضاءت لهم في الليل(26)

والهدية الثانية: عبور البحر (خر 14: 21):

ومدّ موسى يده على البحر،

فأرسل الرب على البحر

ريحاً شرقيّة عاصفة طول الليل

حتى أيبس ما بين مياهه فانشقّت المياه.

الخطر يلاحق العبرانيين بعد أن »شدّ فرعون مركبته وأخذ جيشه معه، واختار ست مئة مركبة من مركباته، وأخذ معها جميع مركبات مصر وعليها قادتها« (خر 14: 6-7). الموت من وراء موسى وشعبه. والموت أمامهم. فانفتح البحر ومضى الشعب كما على أرض يابسة. »وكان الماء لهم سوراً عن يمينهم وعن يسارهم« (آ 22). هي خبرة خلاص رائعة، أنشدها مز 66: 6

حوّل البحر إلى يبس

وبالأرجل عبر آباؤنا النهر.

ونقرأ مز 78: 13 - 14 الذي يجمع البحر إلى السحاب:

شقّ البحر لهم ليعبروا،

ونصب المياه كتلٍّ مرتفع.

هداهم بالسحاب في النهار

وطولَ الليل بضوء النار.

هي حماية الله في السحاب، وقدرته في تحطيم أكبر جيش في ذلك الزمان. ووصل العبرانيون إلى البرية: ماذا يأكلون وهم عدد كبير(27)؟ فأرسل الرب لهم المنّ الذي هو منّة من الله وهديّة. نقرأ خر 16: 4:

فقال الرب لموسى:

»الآن أُمطر لكم خبزاً من السماء،

وعلى الشعب أن يخرجوا ليلتقطوه

طعام كلّ يوم بيومه«.

المنّ رافقهم في مسيرتهم حتى وصلوا إلى أرض البعاد. فنقرأ يش 5: 12:

ومنذ أن أكلوا من غلّة الأرض،

انقطع عنهم المنّ

فالـــرب يحــمي شــعــبه بشكل عجائبيّ، ساعة الشعب يحنّ إلى طعام مصر (خر 16: 3؛ عد 11: 4 - 6). وفي ما يعمل يُظهر مجده، كما نقرأ في مز 78: 23:

فأمر الغيوم من فوق

وفتح أبواب السماء

فأمطرت مناً ليأكلوا،

حنطة أعطاهم من السماء.

والهدية الرابعة: ماء يشربونه. نقرأ خر 17:

3 وعطش هناك بنو اسرائيل إلى الماء

5 فقال الرب لموسى:

»خذ بيدك عصاك

6 فتضرب الصخرة فيخرج منها ماء ليشرب منه الشعب«.

ونقرأ العبارة الايجابيّة الأخيرة: »تعمّدوا لموسى« أو: »في موسى«. أي: غطسوا في موسى لكي يتّحدوا به فيرافقوه في مسيرته عبر البرية(28).

خمسة أقوال إيجابيّة كان بإمكانها أن تجعل من مسيرة الشعب من مصر إلى أرض الميعاد تطوافاً مجيداً برفقة الله، فإذا هي تعطي النتيجة المعاكسة. جاءت الأداة αλλα : ولــكن، ومع ذلك. لم يكن كلُّ هذا للحياة، بل للموت: »صُرعوا κατεστροθησαν. صيغة المجهول للدلالة على عمل الله الذي لم يَرضَ عن شعبه. أو بالأحرى، رفض الشعب أن يُرضيَ الله فابتعد عنه كما في مثل الابن الضال (لو 15)، فكان له المــــوت لا الحـــيـــاة. إذاً، ليــحـذر الكورنــثــيــون: المــوت هنا ينتظرهم. والمثال الذي يسمعونه عن خبرة البرّيــة لا يقــودهم إلى معرفة نفوسهم وأنه يسقطــون كمـــا سقط »آباؤهم« في البريّة.

خـبـرة الشـعـب في البرية مَثَل τυπος للمؤمنين في كورنتوس. نالوا ما نالوا من مواهب فبدوا عاقّين، ناكري الجميل. هكذا بُني المدراش في التراث اليهودي وهو ينقسم قسمين: هاغادا وهلكه. أما الهاغادا فهي الخبر. والهلكة هي السلوك. بعد أن يسمع المؤمنون كلاماً عن أعمال الله، يُدعَون إلى تبديل حياتهم: إذا سمعتم صوته، فلا تُقسّوا قلوبكم. مع الهلكة تبدأ التوصيات مع النافية: لا. هم فعلوا. وأنتم لا تفعلوا. وهكذا نكون أمام خمس لاءات:

الأولى: لا نشتهي (آ 6)، لا نكون مشــتــهيـــن επθυμητας. وهكذا لا نتشبَّه بالشعب العبراني. هنا يعود بولس إلى خبرة قبروت هتأوة. نقرأ عد 11:

وتأوّه الأوباش الذين فيما بين اسرائيل شهوة إلى اللحم،

فجاراهم الكثيرون من بني اسرائيل

وبكوا وقالوا: »من يطعمنا لحمًا«؟

الشهوة. في العبرية مع المفعول المطلق : : اشتهوا شهوة. هذا ما يدلّ على عمق الشهوة. ونقلت السبعيــنــيـــة النـــص العـــبري حــرفياً επιθυμησαν επιθυμιαν

33 وبينما اللحم بين أسنانهم قبل أن يمضغوه

اشتدّ غضب الرب على الشعب فضربهم ضربة عظيمة جداً.

أرسل الرب طيور السلوى طعاماً عجيباً، مثل المنّ. ولكنه تحوّل عقاباً على ثورة الشعب وتمرّده. وهكذا صار »اللحم« عطية ملتبسة: طعام عجيب للذين طلبوه بتواضع، عقاب أليم للذين طالبوا به في جوّ من العصيان والتذمّر(29). والتساؤل: كيف يتعامل الكورنثيون مع مواهب نالوها من الرب؟ لن تكون حالهم أفضل من حالة العبرانيين. قال بولس إلى مؤمني رومة الآتين من الوثنية: اليهود لم يؤمنوا فقُطعوا من الشجرة وأنتم طُعِّمتم مكانهم. فإذا لم تؤمنوا يكون مصيركم كمصيرهم.

اللاء الثانية: لا تصيروا عبّاد أوثان (آ 7) ειδολολατραι. هـــنـــــا يـــعـود الموضوع إلى ما فعله العبرانيون حين كان موسى على الجبل. أتوا إلى هرون وقالوا: »قم اصنع لنا آلهة تسير أمامنا« (خر 32: 1). كيف يسمع هرون لمثل هذا القول؟ لهذا جاء في هامش الترجوم: »يُقرأ ولا يترجم«(30) لئلاّ يتشكّك السامعون. ومع ذلك، »نزع جميع الشعب حلق الذهب التي في آذان نسائهم وجاؤوا بها إلى هرون، فأخذها من أيديهم وأذابها وسكبها في صنم على صورة عجل« (آ 3 - 4). ورسم سفر الخروح ما عمل الشعب أمام هذا الصنم: »جلسوا يأكلون ويشربون، ثم قاموا يمرحون« (آ 6). ثلاثة أفعــــال: أكــــل φαγειν، شرب πινειν ، لــــعـــب أو مــــرح παιζειν . : ضحك. تلك هي الأفعال الواردة في النص البولسيّ. هكذا كانت تئمّ العبادة أمام البعل، فجاء في بعض الترجمات: »جلسوا يأكلون طعام العيد، فانقلبت وليمتهم عربدة«. وأضاف الترجوم: »ثم نهضوا ليمرحوا بفلتان في عبادة الأصنام«.

أتُرى عاد الكورنثيون إلى عبادة الأوثان؟ الأمر معقول جداً. كان الفقــراء يشـترون اللـحم من ذبـــائح الأوثان، فمــا توقّفــوا. ثم هناك الأصحــاب الذين يُجبـــرون المؤمنين على المشاركة بالعيد في مناسبة من المناسبات. لهذا جاء كلام الرسول قاسياً: »لا تستطيعون أن تشربوا كأس الـرب وكــأس الشــيــاطـيـن، ولا أن تشتــركـــوا في مــائدة الرب ومــائدة الشياطين« (1 كو 10: 21). بعد أن أكل »الكورنثيون« المنّ وشربوا الماء من الصخرة، ها هم يفعلون الشيء عينه أمام »عمل« صنعه لهم »هرون«.

الـلاء الثـــالـــثــــة: لا نـــــــزنِ (آ 8) μηδε πορνευομεν . يشــــيـــر الرسول هنا إلى ما حصل في فاغور. قــــــال عـد 25: 1: ''وأخــذوا يزنــــون'' بالأرض. هو الزنى حول المعبد، ويُدعى البغاء المكرّس، فيتّحد الملك مع إحدى الصبايا علامة على اتحــــاد السـماء بالأرض και ο ντωπηβεβεη λαος εκπορνευσαι زنى الشعب فكان العقاب كبيراً مع تضخيم في الأرقام! ثلاثة وعشرون ألفاً. سقطوا επεσραν. أما الزنى فهو أيضاً تطلّع إلى الأوثان وخيانة الرب، كما الشريك الزاني يخون شريكه. فالخطر خطران، وهو يهدّد الكورنثيين. لهذا جاء التحذير: »لا نزن«.

اللاء الرابعة: لا نجرّب (آ 9) μηδε επειραζωμεν .في البداية »جرّب« الشعبُ الرب: هل يقدر؟ هل هو معنا أم لا؟ نريد أن نرى الرب ماشياً أمامنا، على مثال الأصنام التي تُحمَل في مقدّمة التطواف. أما هنا فتُذكر »ضربةُ« الحيّات. نقرأ في عد 14: 2: ''ولام جميعُ بني اسرائيل موسى وهرون وقالوا لهما: »يا ليتنا متنا في أرض مصر... لماذا جاء الربّ بنا إلى هذه الأرض؟« (آ 3). بل عزموا أن ''يقيموا رئيساً عليهم'' (آ 4). وأسوأ من هذا، قالوا: »هيَّا نرجمهما بالحجارة« (آ 10). وفي عد 21: 5: ''تكلّموا على الله وعلى موسى''. حينئذ أتت ''حيات ناريّة'' . هــذا مــــا يقابل في العربية ''ح ن ش'' (نوع من الحيات). رج في السريانية . تــحــــدّث الـــيـــونــــانـــي عـــــــن الحــيّــاتτους οφεις، ولكنه لم يَدعُهـــا »الحـــارقــة«، بـــــل »القــاتلة« θανατουντας. هنا يُبرز الترجوم عقوق الشـعـب: »فـــي المــاضي لعـنـتُ الحـيّة...أخرجتُ شعبي من أرض مصر، أعطيتُ الحيةَ الترابَ مأكلاً، أما شعبي فأنزلتُ له المن من السماء... ولكنَّ شعبي عاد يتذمّر قدّامي على المن الذي هو طعام هزيل. إذاً، لتأتِ الحية التي لم تتذمّر على طعامها، ولتعضّ هذا الشعب الذي تذمّر على طعامه«(31).

واللاء الخامسة والأخيرة: »لا تتذمّروا« (آ 10) μηδε γογγυζετε . هذا ما نقرأ في الاسكندراني والفاتيكاني والأفرامي وغيرها مع عدد كبير من المخطوطات الجرارة والآبـــاء. ولكنّ الســـيـــنــائي والبازي واوريمجــان وأوغسطــيـــن فتركوا صيغة الأمر مع المخاطب الجمع، وأخذوا بصيغة التمنيّ مع المتكلم الجمع: لا نجرّبْ. قد يكون »التمني« تأثّر بما في آ 9 (لا نزنِ). نلاحظ هنا أن اللاءتان الثانية (آ 7) والرابعة (آ 10) هما ارشادان متوازيان يتحدّثان عن جيل البرية كمثَل سلبيّ، وقد جاءت في صيغة الأمر μηδε γινεστε. ثم: لا تتذمّروا. أما اللاءات الثانية والثالثة (آ 9) فجاءتا في صيغة التمني: لا نزنِ، لا نجرّب.

تذمّر العبرانيون على موسى

(عد 14: 2). في اليونانية: δεγογγυζον استعمل بولس الفعل عينه مرتين εγγογυσαν ثم γογγυζετε»أنتم لا تتذمّروا كما هم تذمّروا، لئلاّ يأتي ملاك الموت ολοθρευτου . لا يرد هذا اللفظ إلاّ هنا في العهد الجديد كلّه، وهو يتألف من لفظين ολοος. (الهلاك) ثم (بكى، ندب). نشير إلى أن ملاك الموت يُذكَر في خر 12: 23 ολοθρευοντα على أنه ''المهلــــك'' . الفعل هو . في العربية: سحت: أفسد، أهلك.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
قارن بين اليهود في العهد القديم والمؤمنين في العهد الجديد من جهة معرفة الله
تأثير العهد الجديد على العهد القديم بالحياة المُتجددة بالإيمان المسيحي
مريم العذراء هى مثال لشعب العهد الجديد ومُلكه
مريم مثال لشعب العهد الجديد
ما هو الفرق بين ظهورات الله في العهد القديم والتجسد الإلهي في العهد الجديد؟


الساعة الآن 04:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024