قداسة البابا شنودة الثالث
مما يطفئ الروح كثير من كلام الناس:
وبخاصة الأحاديث غير الروحية، والفكاهات العابثة، وكلام اللهو، ومسك سيرة الناس، وما أشبه ذلك... كل هذه الأنواع من الكلام السائب غير المنبط، التي تتيه الإنسان عن أبديته وتشتت فكره وتبرد حرارته وتساعده على الاشتراك في الخطأ، وتقلل حرصه وتدقيقه وكما قال الكتاب:
"كثرة الكلام لا تخلو من معصية" (أم10: 19).
ولهذا قال أحد الآباء في بستان الرهبان: إذا أنت مشيت مع إنسان صالح من قلايتك إلى الكنيسة، يقدمك عشر سنوات. وإذا مشيت مع إنسان منحل يؤخرك خمسين سنة! ما أكثر ما يتحدث معك أحدهم، فتتركه وقد فقدت الكثير من روحياتك، وتجد حرارتك قد انطفأت! وقد تخرج من القداس متغربًا، وفي حالة روحية، فيقابلك أحد معارفك، ويفتح معك موضوعات متعددة، بعضها شائك جدًا، فتدخل أفكار ومشاعر إلى قلبك، تطفئ ما نلته في القداس من حرارة وتعزية. ولذلك حسنًا كان القديس مقاريوس الكبير، يقول للإخوة وهم خارجون من الكنيسة:
"فروا يا أخوة فروا"... ثم يضع يده على فمه ويقول "من هذا فروا"...