منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 03 - 2024, 08:21 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

تيموتاوس والذين قدَّموا ويقدِّمون إلى أيّامنا التعليم الصحيح






الخدم في الكنيسة

تجاه المعلِّمين الكذبة، هناك تيموتاوس والذين قدَّموا ويقدِّمون إلى أيّامنا التعليم الصحيح. فبعد مهمَّة التعليم، تأتي مهمَّة التنظيم مع ترتيب »بيت الله« أي الكنيسة. ويذكر بولس في هذه الرسالة خمس فئات: الأسقف، الشمّاس، الشمّاسة، الشيخ، الأرملة.

أ- الأسقف

يبدأ الكلام عن الأسقف بقول ذي طابع إعلانيّ: صدق القول (1 تم 3: 1). أو: هو قول صادق (1 تم 1: 15). فالأسقف هو الذي ينظر من فوق. يُشرف على كلِّ شيء في الكنيسة: على التعليم والتدبير والتنظيم. قال المجمع الفاتيكانيّ: »على الأساقفة أن يدبِّروا كنائسهم الخاصَّة الموكولة إليهم كنوّاب المسيح وممثِّليه بنصائحهم وتشجيعاتهم ومثَلهم... ذاكرين أنَّ على الأكبر أن يصبح كالأصغر، وأنَّ على المتقدِّم أن يصبح كالخادم«. ويتواصل الكلام: »إليهم سُلِّمت المهمَّة الراعويَّة كاملة أي الاهتمام الدائم واليوميّ بخرافهم«. ويكمِّل النصّ: »وبصفته مرسَلاً من أبي العائلة ليدبِّر أبناء بيته، على الأسقف أن يحفظ نُصبَ عينيه مثَل الراعي الصالح الذي أتى، لا ليُخدَم بل ليَخدم ويبذل نفسه عن الخراف«.

هي مهمَّة صعبة وتتطلَّب الجهد الكثير. لهذا كان الكثيرون يتهرَّبون منها. فشجَّع الرسول على القبول بهذا العمل التدبيريّ في الكنيسة. فعليه أوَّلاً أن يستضيف حاملي البشارة وسائر المؤمنين ولاسيَّما الفقراء والضعفاء. فقال فيه الرسول: يكون مضيافًا (1 تم 3: 2). ثمَّ صاحب ثقافة ليكون »صالحًا للتعليم«. بما أنَّ المسيحيَّة كانت في بدايتها، وُضعت شروط: أن لا يكون تزوَّج أكثر من مرَّة، بل مرَّة واحدة. أمّا اليوم، فالأسقف هو »خطيب« الكنيسة فيكون بتولاً، مكرِّسًا ذاته نفسًا وجسدًا، ولهذا يلبس الخاتم. من لا يصلح أن يكون في هذه الرتبة؟ السكِّير، العنيف، محبّ المال، »حديث العهد في الإيمان لئلاَّ تسيطر عليه الكبرياء« (آ6). مقابل ذلك، »يكون منزَّهًا عن اللوم، يقِظًا، رصينًا، محتشمًا. »يحسن تدبير بيته... فمن لا يحسن تدبير بيته، كيف يعتني بكنيسة الله؟ (آ4-5). من هنا انطلق المجمع الفاتيكانيّ للكلام عن المهمَّة الراعويَّة في حياة الأسقف.

»ليكن الأساقفة في وسط شعبهم كالذين يخدمون، وهم يمارسون مهمَّة الأب والراعي. وليكونوا رعاة صالحين يعرفون نعاجَهم ونعاجُهم تعرفهم، وآباء حقيقيّين يتسامون بروحهم المُحبَّة والمخلصة نحو الجميع، فتُلاقي السلطةُ التي قبلوها من فوق رضى الجميع مع الامتنان. عليهم أن يجمعوا كلَّ عائلة قطيعهم وأن ينعشوها، بحيث أنَّ الكلَّ وقد وعوا واجباتهم يحيون في شركة المحبَّة ويعملون بها«.

ب - الشمّاس والشمّاسة

الشمَّاس هو بقرب الأسقف. هو الخادم. الذي يهتمُّ بالفقراء والمرضى. منذ بداية الكنيسة، جُعلوا بجانب الرسل »في خدمة الموائد« (أع 6: 2). مع صفات ثلاث: حسنة. أهل حكمة. وخصوصًا يكونون »ممتلئين من الروح القدس« (آ3). نشير هنا إلى دور الشمّاس الذي يرافق الأسقف، كما كان الأمر مثلاً بالنسبة إلى أثناز الذي رافق أسقفه إلى مجمع نيقية سنة 325، ثمَّ خلفه كأسقف الإسكندريَّة.

والشمّاس مسؤول عن التعليم في الكنيسة، كما كان الأمر بالنسبة إلى أوريجان، ابن الإسكندريَّة ثمَّ قيصريَّة في فلسطين. وبالنسبة إلى أفرام الذي رافق ثلاثة أساقفة وأوَّلهم القدّيس يعقوب الذي حضر المجمع النيقاويّ. وكذا نقول عن هيسيخيوس في كنيسة أورشليم. ويحدِّثنا سفر الأعمال عن إسطفانس الذي حمل الكلمة ومات وهو يجادل اليهود. وعن فيلبُّس الذي بشَّر أهل السامرة.

غابت وظيفة الشمّاس من الكنيسة فترة طويلة، بعد أن أخذها الكهنة. وها هي تعود تدريجيٌّا في كنائسنا كما في كنائس العالم الغربيّ. ففي الكنيسة اللاتينيَّة يكون الكاهن بتولاً. وهذا الوضع كان أحد أسباب النقص في الكهنة. لهذا انتشر الشمامسة الذين يعاونون الكاهن ويحلّون محلَّه مرّات عديدة.

وكيف يختار الأسقف الشمامسة؟ يكونون أصحاب وقار مع الابتعاد عن ثلاث رذائل: الخمر، الربح الخسيس، ولا يكونون »ذوي لسانين« (1 تم 3: 8). وقبل كلِّ شيء »يحافظون على سرِّ الإيمان في ضمير طاهر« (آ9). وبشكل عام، يكونون بلا لوم. وبعد أن يختبرهم تيموتاوس (الأسقف)، يقيمهم شمامسة (آ10). فلا مجال للعجلة والتسرُّع. لأنَّ الذين يُختَارون بسرعة دون أن يُختبَروا، يُلقون الشكوك في الكنيسة. والربُّ قال: »الويل لمن تقع الشكوك على يده«. مرّات كثيرة »يخادعون«، فيقع المسؤول في الخطأ الذي يصعب إصلاحه.

ووُجدت الشمّاسة مع الشمّاس. إمّا هي امرأة الشمّاس، وإمّا هي تنال رتبة في الكنيسة. ودورها ضروريّ في إعطاء سرِّ العماد. ينزل طالب العماد فيخلع ثيابه ليمرَّ في حوض العماد كما في الموت ثمَّ يلبس ثيابه البيضاء. وإذا نزلت طالبة العماد إلى الماء، استقبلتها الشمّاسة.

وهذه أيضًا تبتعد عن النميمة. تكون يقظة، أمينة، من أهل الوقار. تتحلّى بالوقار وتبتعد عن كلِّ شر. وما قاله الرسول هنا يمكن أن ينطبق على »الخوريَّة« أو زوجة الكاهن، فتصبح أسرته أسرة كهنوتيَّة وبيت كهنوتيّ. ونسمع الرسول: »يحسن تدبير بيته ويجعل أولاده يطيعونه ويحترمونه في كلِّ شيء« (1 تم 3: 4).

ج- الأرامل والشيوخ

فئتان في الكنيسة تلعبان دورًا سوف يتوضَّح يومًا بعد يوم. هناك »الأرامل اللواتي هنَّ بالحقيقة أرامل« (1 تم 5: 3). فالمرأة التي يموت زوجها ولا يكون لها بنون ولا حفدة (آ4) تلجأ إلى الكنيسة وتقوم بالخدمة المطلوبة منها، ولاسيَّما استقبال الغرباء. هذا ما قامت به الراهبات ويقمن به إلى أيّامنا: الاهتمام بالأيتام والعجَّز والمرضى.

أعطى الرسول النصيحة إلى تلميذه للتمييز بين أرملة وأرملة. »تلك التي لا معيل لها، رجاؤها على الله، تصلّي وتتضرَّع إليه ليلاً ونهارًا«. هكذا كانت حنَّة النبيَّة التي »بلغت الرابعة والثمانين من عمرها، لا تفارق الهيكل متعبِّدة بالصوم والصلاة ليل نهار« (لو 2: 37). قال بولس: »لا تُكتَب امرأة في سجلّ الأرامل إلاَّ التي بلغت ستّين سنة وكانت زوجة رجل واحد، ومشهودًا لها بالأعمال الصالحة، وربَّت أولادها تربية حسنة، وأضافت الغرباء، وغسلت أقدام الإخوة القدّيسين، وساعدت المنكوبين، وقامت بكلِّ عمل صالح« (1 تم 5: 9-10).

والفئة الثانية هي فئة الشيوخ. في العالم اليهوديّ يترأَّسون جماعة الصلاة. وكذلك في العالم المسيحيّ. في السريانيَّة »قشيشا«، القسّيس. هو الكاهن في التنظيم الكنسيّ الذي يقف بين الأسقف والشمّاس. أخذ بعض مهمَّات الأسقف وبعض مهمّات الشمّاس، كما كان الأمر في التقليد اليونانيّ. ولمّا امتزج التقليد اليونانيّ مع التقليد اليهوديّ، صار الترتيب كما نعرفه اليوم.

قال إغناطيوس الأنطاكيّ: »يقتضي أن تكونوا على وفاق في الرأي مع أسقفكم... إنَّ كهنتكم يُجَلُّون حقٌّا... ومتآلفون مع أسقفهم تآلف الأوتار مع المعزَف«. ذاك ما قال هذا القدّيس إلى كنيسة أفسس (المقطع الرابع). وقال في المقطع السابع من الرسالة إلى كنيسة مغنيسية: »لا تفعلوا شيئًا من دون الأسقف والكهنة«.

ونقرأ المقطع الثالث من رسالة القدّيس إغناطيوس إلى كنيسة طرالية (في تركيّا الحاليَّة): »كذلك فليُحترَم الشمامسة، كالمسيح يسوع، والأسقف كصورة الآب، والكهنة، كمجلس الله وجماعة الرسل. فلا كنيسة من دونهم«.

وقال المجمع الفاتيكانيّ في »دستور عقائديّ في الكنيسة« (عدد 20): »وهكذا تقلَّدَ الأساقفةُ خدمةَ الجماعة يمارسونها بمساعدة الكهنة والشمامسة. إنَّهم يرئسون، بمقام الله، القطيعَ الذي يرعون كمعلِّمي العقيدة، وكهنة العبادة المقدَّسة، وولاة التدبير«.

ونقرأ في عدد 29 من الدستور العقائديّ عينه: »وفي الدرجة الدنيا من السلطة التسلسليَّة يقوم الشمامسة الذي يقبلون وضع يد، لا للكهنوت بل للخدمة... يخدمون شعب الله بالشركة مع الأسقف وجماعة الكهنة، وذلك في القيام بالطقوس، وبالكرازة ونشر المحبَّة«.

الخاتمة

هكذا يكون بيت الله الذي هو الكنيسة. تحدَّث الرسول أوَّلاً عن التعليم الصحيح الذي يبني الكنيسة، والتعليم الضالّ الذي يهدمها. وأبرز دور تيموتاوس، ودور الأسقف والكاهن (أو القسّيس) والشمّاس: هم يحاربون مثل هؤلاء المعلِّمين، ويدافعون عن القطيع كالرعاة الصالحين. خدم عديدة عُرفت في زمن ثانٍ من أزمنة الكنيسة الأولى. في الزمن الأوَّل، مع الرسالة الأولى إلى كورنتوس، نرى المواهب: كلام المعرفة، موهبة الشفاء، التكلُّم بلغات... أمّا في الزمن الثاني فنكتشف نواة التراتبيَّة بين الأسقف والكاهن، والشمّاس والشمّاسة، والأرامل والشيوخ. والأسقف هو المدبِّر الأوَّل كما قال المجمع الفاتيكانيّ الثاني. والكهنة يعاونونه في مهمَّة التعليم والتدبير، والشمامسة بدرجة ثانية. على أساس الرسل بُنيَت الكنيسة وكان حجر الزاوية يسوع المسيح. والخدّام يواصلون العمل الذي بدأ مع المسيح حين أرسل تلاميذه يحصدون ما لم يتعبوا فيه (يو 4: 38). فهنيئًا لنا بكهنة يرعوننا مثل هذه الرعاية، وبأساقفة »يرشدون الشيوخ بلطف، ويعاملون الشبّان كإخوة والعجائز كأمَّهات والشابّات كأخوات« (1 تم 5: 1-2). مع مثل هؤلاء الخدّام تتمُّ إرادة الربّ »بأن يخلص جميع الناس ويبلغوا إلى معرفة الحقّ« (1 تم 2: 4).
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
التعليم الصحيح هو حفظ الكلمة في القلب
يقول يسوع عن مصدر التعليم الصحيح | تعلموا مني
يقول يسوع عن مصدر التعليم الصحيح
( 2تيموثاوس 4: 2 ، 5) لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح
نحن في زمن لا يحتمل فيه الناس التعليم الصحيح


الساعة الآن 11:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024