منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 15 - 03 - 2024, 01:54 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,398



مثل الغني ولعازر وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ




مثل الغني ولعازر (ع19 - 31):

19 «كَانَ إِنْسَانٌ غَنِيٌّ وَكَانَ يَلْبَسُ الأَرْجُوانَ وَالْبَزَّ وَهُوَ يَتَنَعَّمُ كُلَّ يَوْمٍ مُتَرَفِّهًا. 20 وَكَانَ مِسْكِينٌ اسْمُهُ لِعَازَرُ، الَّذِي طُرِحَ عِنْدَ بَابِهِ مَضْرُوبًا بِالْقُرُوحِ، 21 وَيَشْتَهِي أَنْ يَشْبَعَ مِنَ الْفُتَاتِ السَّاقِطِ مِنْ مَائِدَةِ الْغَنِيِّ، بَلْ كَانَتِ الْكِلاَبُ تَأْتِي وَتَلْحَسُ قُرُوحَهُ. 22 فَمَاتَ الْمِسْكِينُ وَحَمَلَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى حِضْنِ إِبْرَاهِيمَ. وَمَاتَ الْغَنِيُّ أَيْضًا وَدُفِنَ، 23 فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ فِي الجَحِيمِ وَهُوَ فِي الْعَذَابِ، وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ مِنْ بَعِيدٍ وَلِعَازَرَ فِي حِضْنِهِ، 24 فَنَادَى وَقَالَ: يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ارْحَمْنِي، وَأَرْسِلْ لِعَازَرَ لِيَبُلَّ طَرَفَ إِصْبِعِهِ بِمَاءٍ وَيُبَرِّدَ لِسَانِي، لأَنِّي مُعَذَّبٌ فِي هذَا اللَّهِيبِ. 25 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: يَا ابْنِي، اذْكُرْ أَنَّكَ اسْتَوْفَيْتَ خَيْرَاتِكَ فِي حَيَاتِكَ، وَكَذلِكَ لِعَازَرُ الْبَلاَيَا. وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ. 26 وَفَوْقَ هذَا كُلِّهِ، بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ هُوَّةٌ عَظِيمَةٌ قَدْ أُثْبِتَتْ، حَتَّى إِنَّ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْعُبُورَ مِنْ ههُنَا إِلَيْكُمْ لاَ يَقْدِرُونَ، وَلاَ الَّذِينَ مِنْ هُنَاكَ يَجْتَازُونَ إِلَيْنَا. 27 فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذًا، يَا أَبَتِ، أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي، 28 لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ، حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هذَا. 29 قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30 فَقَالَ: لاَ، يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ، بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31 فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ، وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».

ع19: كل يوم الاستمرار في الشهوات المادية والانغماس فيها.
أعطى المسيح مثلًا في عمل الرحمة واحتمال الآلام كطريق استعداد للملكوت فقال، كان إنسان غنى اهتم بملابسه ولذاته وشهواته، التي عبر عنها بثياب الملوك أي الأرجوان والبز، وانغمس في كل ما تشتهيه النفس من طعام وشراب وراحة وممتلكات في قصره العظيم وغناء ورقص، وكل ما يمكن أن تتخيله من رفاهية هذا العالم. فهو لم يصنع خطايا واضحة ضد وصايا الله لكن خطيته كانت الانهماك في الماديات ولذات العالم.

ع20-21: طُرح أي وضعه بعض معارفه أمام قصر الغني لعله يعطف عليه بطعام وعلاج، ومعنى هذا أنه كان عاجزًا عن الحركة ومحتاج لمن يحمله.
القروح نتيجة عجزه عن الحركة، ووجوده بين القاذورات، تعرض لميكروبات فتسلخ جلده ونزف منه الدم.
يشتهى يتمنى أن يأكل شيئًا من فضلات الغني، ولكن لم يتوفر له حتى هذا الشئ الزهيد الذي قد يلقونه مع القمامة، ولكن قد يكون أحد الخدم في القصر قد حمل إليه بعض الفتات دون علم الغني، أو عندما ألقيت الفضلات خارج القصر كان بعضها بجواره فأكل منها قليلًا.
الكلاب تأتي أتت الكلاب لتأكل من الفضلات، فوجدت الدم النازف من جسمه العارى تقريبًا، فأسرعت تلحس القروح لأنها تحب الدم، فكانت بهذا ترطب القروح وتخفف آلامه قليلًا، فأشفقت عليه أكثر من الغني.
عند باب قصر هذا الغنى العظيم سكن فقير عريان ضُربَ بالأمراض، وانشغل الغني بملذاته عن إطعام هذا الفقير أو علاج أمراضه، وكان هذا الفقير لا يجد طعامه الضرورى، واشتهى الفضلات الملقاه من قصر الغني ولم يجد إلا القليل، أما قروحه فلم يجد لها طبيبًا أو أي إنسان يهتم به. فكانت الكلاب هي التي تلحس قروحه وترطبها، واحتمل الفقير أن يكون مأكلًا للكلاب التي تلحس دمه، كما احتمل أيضًا كل الفقر بشكر وصبر.
وكان إسم الفقير "لعازر" أي الله معين، فكانت معونة الله تستنده حتى يحتمل، وقد استحق أن يسمى بإسم، أما الغني فلحقارة حياته البعيدة عن الله، لم يعطَ له إسم في المثل.
ومن المثل نشعر بالفارق الضخم بين حالتى الغني ولعازر فيما يلى:-
الغني يلبس أفخر الثياب، ولعازر عريان وقروحه مكشوفة.
الغني انغمس في شهوات الطعام والشراب، ولعازر يتمنى قليلًا من فضلات طعام الغني.
الغني يخدمه الكثيرون، ولعازر لا يجد من يهتم به إلا الكلاب التي أتت لتلحس دمه، ليس حبًا فيه بل صار طعامًا لها.

والغني يرمز للمنشغلين بشهوات العالم عن عمل الرحمة ومحبة الله، فلو أحب الصلاة وارتبط بالله لأحب المحتاجين وساعدهم.
وهو يرمز أيضًا للشعب اليهودي الذي نال معرفة الله في الوصايا والناموس، ولكنه أهمل توصيلها للأمم، بل احتقرهم وتضايق من خطاياهم الواضحة كالقروح وتركهم في فقرهم.
أما لعازر فيرمز للمحتملين ضيقات الحياة بشكر، وللأمم الذين عاشوا في الفقر وأمراض الخطية سنينًا كثيرة، ولكن أعلنوا واعترفوا بخطاياهم، إذ أن القروح تخرج دمًا من داخل الجسم إلى الخارج، أي الاعتراف بالخطية الباطنية علنًا، فنالوا مراحم الله في دم المسيح الفادي.

ع22: مات المسكين لم يذكر أي اهتمام بدفن جسده بل مات في مكانه دون اهتمام أحد ولكن السماء أسرعت ترحب به.
حضن إبراهيم يمثل كل القديسين الفرحين في السماء، وهو أب عظيم لشعب الله ولكل من يؤمن من العالم. ووجود إبراهيم في الفردوس قبل إتمام الفداء على الصليب لا يزعجنا لأنه مَثَل وليس قصة واقعية، فهو يعبر عما سيحدث بعد إتمام الفداء.
مات الغني ودفن أهتم الناس بجنازة ودفن الغني، ولكن روحه لم تجد لها مكانًا إلا في العذاب.
ماتت نفس الغني لابتعاده عن الله وانشغاله بالشهوات الجسدية، فكان موت جسده ودفنه امتدادًا طبيعيًا لموت نفسه السابق. أما لعازر الذي احتمل بصبر كل الآلام، فعندما استوفى أتعابه انتقل إلى السماء ممتلئًا من الفضائل الكثيرة، وكان ثقيلًا من كثرة ما يحمله من فضائل، فاحتاج إلى ملائكة كثيرين يحملونه إلى الفردوس، لينعم بالوجود مع الله والقديسين. فصار لعازر، الذي يرمز للأمم، في حضن إبراهيم، لأنه آمن بالمسيح وقبل آلامه بشكر، أما الغني، الذي يرمز لليهود، فلأجل أنانيته ذهب بعيدًا عن أبيه إبراهيم أب الإيمان، وألقى في الهاوية والعذاب الأبدي.

ع23-24: رفع عينيه يؤكد أن الجحيم في مكان سفلى والفردوس في مكان سامٍ، وهذا من الناحية المعنوية وليست المادية أي أن الفردوس حالة سامية، أما الجحيم فحالة متدنية.
من بعيد يعلن هذا التباعد بين الفردوس مكان انتظار الأبرار، والجحيم مكان انتظار الأشرار.
نتيجة أنانية هذا الغني وانغماسه في الشهوات المادية، أُلقى في الجحيم مكان انتظار الأشرار بعد هذه الحياة، وهناك واجه عذابًا شديدًا عبر عنه باللهيب وبالألم الشديد في لسانه وبأنه مكان سفلى، ورفع عينيه إلى الفردوس مكان انتظار الأبرار، فوجد لعازر يتمتع في حضن إبراهيم، الذي يتمنى كل اليهود أن يكونوا معه في الفردوس، وطلب ولو قطرة ماء من إصبع لعازر يبلل بها لسانه.
هذا الغني الذي بخل على لعازر بالفتات الساقط مائدته، تحول شحاذ ولم ينل.
لسان الإنسان هو الذي يؤدى به إلى السعادة الأبدية أو العذاب الأبدي، ولكثرة عجرفة الغني وكلامه الكثير عن الشهوات المادية، كان لسانه يتألم بشدة وهو ينادى إبراهيم يا أبى، ولكنه فقد بنوته بشره وصار في العذاب.
ع25:كان رد إبراهيم على الغني أن ما يقاسيه من عذاب هو الجزاء الطبيعي له، لأنه انغمس في الشهوات المادية واستغنى بها عن معرفة الله، أما لعازر فقد احتمل البلايا بشكر من يد الله، فاستحق العزاء والفرح الأبدي.

ع26:قدم إبراهيم سببًا آخر لعدم الاستجابة لطلبه، وهو أن هناك فاصل بين الجحيم والفردوس يمنع انتقال أحد إلى الآخر، وهذا معناه أن الحالة في السماء ثابتة، إما في العذاب أو في النعيم ولا خلطة بين الأبرار والأشرار ولكنهم يرون بعضهم، فيتعزى الأبرار ويشكرون الله عندما ينظرون عذاب الأشرار، ويزداد عذاب الأشرار إذا نظروا إلى سعادة الأبرار التي حُرموا منها إلى الأبد.
ع27-28: بعد يأس الغني من تخفيف آلامه، طلب طلبًا آخر من إبراهيم وهو أن يرسل لعازر إلى الأرض لينذر إخوة الغني الخمسة حتى يتوبوا، لأنهم يسلكون مثل أخيهم ومنهمكين في اللذات المادية، فلا يأتون إلى العذاب. وقد أراد الغني من طلبه ألا يزداد عذابه برؤية إخوته معه في الجحيم، خاصة أنه قد يكون سببًا في إنهماكهم بالشهوات لأنه كان قدوة لهم.
والخمسة إخوة يرمزون إلى الخمسة حواس التي إن لم تتقدس في المسيح، تنغمس في الشهوات فتقود الإنسان إلى العذاب الأبدي.
ع29: من الحوار السابق يظهر أن المنتقلين حتى الأشرار منهم الذين في الجحيم، يرون الذين على الأرض، ويودون خلاصهم بالتوبة والحياة مع الله، وُلكن رد إبراهيم على الغني أن عندهم أسفار العهد القديم، وهذا يظهر أهمية العهد القديم في خلاص الإنسان وتوبته.
كذلك فهذا المثل يرد على بدعة تناسخ الأرواح، التي تنادى بأن الروح تتجسد في عدة أجساد حتى تتنقى من خطاياها، فترتفع إلى الروح العليا. فبدلًا من أن يتعذب الغني، كان يمكن أن يتجسد في جسد حقير كما تقول هذه البدعة.
ع30-31: قال الغني لإبراهيم أن قيامة ميت من الأموات تنبه المتغافلين عن خلاص نفوسهم ليتوبوا، أما إبراهيم فاعترض على ذلك مُعْلِنًا أن مَنْ لا يتوب بقراءة الكتاب المقدس، لا ينفعه قيامة ميت لأن كلمة الله، أي المسيح الذي في الكتاب، هو أقوى من الكل لمن يريد أن يسمع. وقد قام لعازر أخو مريم ومرثا من الأموات عندما أقامه المسيح، ولم يتب اليهود بل حاولوا قتله، وكذلك المسيح قام من الأموات ولم يتوبوا أيضًا بل اضطهدوا تلاميذه.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير المَثَل الغني ولعازر (مصير الغني)
تفسير المَثَل الغني ولعازر (أولا الرجل الغني)
"وَالآنَ يَا رَبُّ أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ الطِّينُ وَأَنْتَ جَابِلُنَا، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ.
( لوقا 16 : 25 ) وَالآنَ هُوَ يَتَعَزَّى وَأَنْتَ تَتَعَذَّبُ
الغني ولعازر


الساعة الآن 02:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024