رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِذلِكَ فَرِحَ قَلْبِي، وَابْتَهَجَتْ رُوحِي. جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا. إن كان الله أمام داود دائمًا، فبالطبع يكون في فرح وسلام عجيب على الدوام. إن القلب يرمز للمشاعر وأعماق الإنسان، ففرح القلب هو الفرح الحقيقي الثابت. وروح الإنسان تتعلق بالله مشبعها فتبتهج وحينئذ يشعر داود أن جسده في هدوء يخلو من كل قلق واضطراب. إن جسد داود يسكن مطمئنًا، أي يستقر في سلام، وروحه متهللة في داخله؛ لأنها تتمتع برؤية الله وعشرته. جسد داود يسكن مطمئنًا، أي يرقد في القبر مطمئنًا؛ لأنه ينتظر الفردوس والملكوت. والترجمة السبعينية التي في الأجبية أوضح فتقول "جسدي أيضًا يسكن على الرجاء"، والمقصود هو رجاء القيامة. إن كان المسيح هو المتكلم، أي أن هذه نبوة عن المسيح، فهو يشعر أنه أكمل جهاده واحتماله الآلام على الأرض وثباته في الآب الذي أمامه وعن يمينه (ع8). فالآن في هذه الآية يفرح بعد أن مات على الصليب بأنه أتم الفداء وخلاص البشرية وجسده يرقد متحدًا بلاهوته، مطمئنًا في القبر على رجاء قيامته في اليوم الثالث، عندما يتحد جسده النورانى بروحه المتحدة باللاهوت، ثم يظهر لتلاميذه. هذه الآية هي أيضًا نبوة عن المسيح، الذي أكمل خدمته على الأرض، جاعلًا الآب أمامه وعن يمينه، بل هو في الآب والآب فيه؛ لذلك لم يتزعزع من اضطهاد له واحتمل كل آلام الصليب من أجلنا. فالآب عن يمين الابن والإبن عن يمين الآب (مر16: 19)؛ لأن الاثنين متساويان في الجوهر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|