قداسة البابا شنودة الثالث
بطرس الرسول الذى كان خائفًا من قبل، لما حل عليه روح الرب، أزال منه الخوف ، فملأ الدنيا تبشيرًا، ولم يستطيع أن يصمت. وقال لرؤساء كهنة اليهود "نحن لا نستطيع أن لا نتكلم" (أع4: 20). لقد ألقوا بطرس في السجن، وهددوه وأهانوه... ولكنه احتمل ولم يستطيع أن يصمت...
كانت كنيسة الرسل كنيسة نارية ملتهبة بالروح...
كانت قوية، كانت كنيسة الألسنة النارية والكلمة الملتهبة التي قال عنها الرسول "كلمة الله حية وفعالة، وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح" (عب4: 12). ذلك لأنها كانت كلمة صادرة من اللسان الناري، الملتهب بالروح منذ يوم الخمسين. هناك إنسان يكلمك كلامًا كثيرًا لا يحدث فيك أثرًا ... بينما إنسان روحي يقول لك كلمة روحية تظل تدوي في البيت، وفي مكان العمل وفي مكان العمل وفي الطريق، وفي قيامك وتعودك، وفي دخولك وخروجك. وتحفر آثارًا عميقة في قلبك، وتعمل فيك عملًا. إنها كلمة نارية.
بولس الرسول وهو أسير تكلم عن البر والتعفف والدينونة: فارتعب فيلكس الوالي من كلمة هذا الأسير (أع24: 25).
كانت كلمة نارية، صادرة من عمل الروح الناري.