|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* هيا بنا يا أحبائي، فالوقت يدعونا إلى حفظ العيد. وشمس البرّ (مل 4: 2)، إذ يشرق بأشعته الإلهية علينا يعلن عن موعد العيد. لذا يجب الاحتفال به مطيعين إياه، لئلا إذ فاتنا الوقت قد يفوتنا السرور أيضًا. * أما نحن يا إخوتي، فلنسمُ على الوثنيين، حافظين العيد بإخلاص روحي وطهارة جسدية. ولنسمُ على اليهود، فلا نعيد خلال حرف وظلال، بل بكوننا قد تلألأنا مستنيرين بنور الحق، ناظرين إلى شمس البرّ (مل 4: 2). ولنسمُ على المنشقين فلا نمزق ثوب المسيح، بل لنأكل في بيت واحد هو الكنيسة الجامعة فصح الرب الذي بحسب وصاياه المقدسة يقودنا إلى الفضيلة موصيًا بنقاوة هذا العيد. لأن الفصح حقًا خالٍ من الشر، للتدرب على الفضيلة والانتقال من الموت إلى الحياة. * فإنه لا تعود هذه الأمور تُصنع في أورشليم التي هي أسفل، ولا هناك فقط بالعيد، بل أينما يُريد الله. إنه يُريد الآن أن يكون العيد في كل مكان حتى أنه "في كل مكان يُقرب لاسمي (لاسمه)" (مل 1: 11). فمع أنه في التاريخ لم يكن يحفظ الفصح إلا في أورشليم، لكن لما جاء ملء الزمان وعبرت الظلال، وانتشرت الكرازة بالإنجيل في كل مكانٍ، ونشر التلاميذ الأعياد في كل الأماكن كأنهم يسألون المخلص "أين تريد أن نعده؟!" والمخلص أيضًا إذ حول الحرف إلى روح، وعدنا أنهم لا يعودون يأكلون جسد الخروف، بل يأكلون جسده هو قائلًا: "خذوا كلوا واشربوا هذا هو جسدي ودمي" (راجع مت 26: 26-28). فإذ ننتعش بهذه الأمور، فإننا بالحق يا أحبائي نحفظ عيد الفصح الحقيقي. * فما هو العيد إلاَّ التعبد لله، والاعتراف بالتقوى، والصلاة الدائمة من كل القلب...؟! هكذا إذ يرغب بولس في أن نكون على هذا الحال على الدوام، يوصينا قائلًا: "افرحوا في كل حينٍ. صلوا بلا انقطاع. اشكروا في كل شيء". لا على انفراد بل نُعيد جميعنا معًا في وحدة... إذ يوصينا النبي قائلًا: "هلم نرنم للرب، نهتف لصخرة إلهنا" (مز 95: 1). ومن هو هذا المهمل العاصي للصوت الإلهي، فلا يترك كل شيء ويجري إلى اجتماع العيد العام؟! هذا الذي لا يُحفظ في مكان واحد، بل "في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم" (مز 19: 4). ولا تقدم الذبيحة في مكان واحد بل في كل الأمم (راجع مل 1: 11).. هكذا تصعد التسابيح والصلوات بصورة متشابهة، مرتفعة ومن كل مكانٍ إلى الآب الصالح واهب النعم. فالكنيسة الجامعة التي هي في كل مكان تُقدم نفس العبادة لله ببهجةٍ وسرورٍ، مرسلة أغنية التسبيح، قائلة: "آمين". * والقديسون الآخرون أيضًا الذين كان لهم ثقة مماثلة في الله، قبلوا تجارب مشابهة بسرورٍ، إذ كان أيوب يقول: "فليكن اسم الرب مباركًا" (أي 1: 21). والمرتل يقول: "جربني يا رب وامتحني (أبلنيَّ). صفِ (نقِ) كليتي وقلبي" (مز 26: 2)، لأنه إذ يتزكى الأقوياء، يصير المتهمون مذنبين. وإذ يرى الأقوياء عملية التنقية، ويدركون بركات النار الإلهية، فأنهم لا يجبنون أمام تجارب كهذه بل بالحري يبتهجون بها. ولا يصيبهم قط ضرر من مثل هذه الأمور التي حدثت، بل يصيرون إلى أمجاد أكثر تتلألأ، كالذهب في النار (مل 3: 3؛ 1 بط 1: 7)، وكما قال ذاك الذي امتحن في مثل هذه المدرسة: "جربت قلبي. تعهدته ليلًا. فحصتني، لا تجد فيَّ ذمومًا. لا يتغذى فمي من جهة أعمال الناس" (مز 17: 3، 4). القديس أثناسيوس الرسولي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|