منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 01 - 2024, 04:49 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281


v لا يقل أحد: لي عدو شرير وفاسد وعنيد، يثير الاشمئزاز. مهما تقول عنه لا يوجد من هو أَشرّ من شاول الذي أنقذه داود في مواقفٍ كثيرةٍ، دبَّر بشخصه مكائد كثيرة بلا عددٍ، ومع هذا كان داود يُقَدِّم له إحسانات مُقابِل شروره، وكان مُصِرًّا على شرِّه. أية دعوى تُقَدِّمها بعد ذلك؟ هل اغتصبوا جزءًا من أرضك، هل اقتحموا ممتلكاتك، وتعدُّوا على حدود بيتك، وسرقوا عبيدك، وأَضَرُّوك، وكانوا جشعين، ونزلوا بك إلى الفقر؟ مع هذا لم يأخذوا حياتك، الأمر الذي كان ذاك الرجل (شاول) مُصَمِّمًا عليه. وإن كانوا مُصَمِّمين على أخذ حياتك، ربما حاولوا هذا في مناسبة واحدة، وليس مرة تلو المرة مثله. وإن كرَّروا ذلك مرات، مع ذلك لم ينالوا منك منافع هكذا، إذ لم يسقطوا تحت يديك مرة ومرتين وعفوتَ عنهم. وإن حدث هذا، فلا يزال داود أكثر سخاءً.
إنه لأمر مستحيل لإنسانٍ في ظل تدبير العهد القديم أن يبلغ قِيَمًا عميقة، أما الآن بعد مجيء النعمة، فقد أُعطيت مثل هذه المحاسن العجيبة. لم يسمع داود عن مثل العشرة آلاف وزنة والمئة دينار (مت 18: 23-30). ولم يسمع الصلاة التي تقول: "اغفروا لهم ما عليهم، كما يغفر لكم أبوكم السماوي" (راجع مت 6: 14). لم يرَ المسيح المصلوب، ولا الدم الثمين يفيض، ولا سمع الكلمات التي بلا عدد عن القِيَم السليمة. لم ينتفع بالبركات التي بلا عدد من القِيَم السليمة. لم ينتفع ببركات الذبيحة العجيبة، ولا اشترك في دم الرب. عوض هذا تربَّى في ظل الشرائع غير الكاملة التي لم تتطلَّب هذه الأمور، مع هذا نال ذروة القِيَم السليمة التي لعهد النعمة.
بينما أنتم كثيرًا ما تستاءون من أضرارٍ ماضية، وتتذمَّرون، إذا به على النقيض، فمع الخوف مما سيحدث مُستقبَلًا، ولديه إدراك كامل أنه إن أنقذ حياة الرجل، فالمدينة تفقد حصانتها بالنسبة له، وحياته تهلك، ومع هذا لم يكف عن تقديم رعاية (لعدوِّه). لقد فعل كل ما في استطاعته ليَحمِي ذاك الذي يحمل له عداوة. من استطاع أن يقتني صبرًا أعظم من هذا؟
بالنسبة لكم، تعلَّموا أيضًا مما حدث في أيامنا. على أي الأحوال، إنه يمكننا أن نتصالح مع كل شخصٍ يحمل عداوة لنا إن أردنا. أي شيء يمكن أن يكون أكثر شراسة من الأسد، ومع هذا فالناس يُرَوِّضونه. فإن التدريب بمهارة يُقَدِّم ما هو أفضل في الطبيعة، والحيوان الأكثر شراسة، ويُحسَب ملكًا، يصير أكثر لطفًا من قطيع الغنم، ويتحرَّك في الأسواق دون أن يُسَبِّبَ رُعْبًا لأحدٍ. فأي عذرٍ لنا؟ أيّة حجة لنا إن كانت الوحوش تُرَوَّض، إن ادَّعينا بأن البشر لا يمكن تهدئتهم أو جذبهم لأخذ موقفٍ ودِّيٍ معنا؟
بالحقيقة الشراسة بالنسبة للحيوانات ترجع إلى الطبيعة، أما بالنسبة للكائن البشري، فهي ضد الطبيعة، فإن كنا نغلب الطبيعة، فأي عذرٍ لنا عندما ندَّعي أن حرية الإرادة لا يمكن إصلاحها؟... ليتنا نُرَكِّز على أمرٍ واحدٍ، لا على عدم معاناتنا من الضرر الذي يصيبنا من أعدائنا، وإنما أن نجعلهم لا يؤذون نفوسنا. فإننا لا نضطرب حتى إن كيَّلوا لنا متاعب بلا حصرٍ. فداود لم يُعانِ من شيءٍ بالرغم من أنه طُرِدَ وصار هائمًا، كان موضوع مؤامرات لإنهاء حياته، عوض هذا صار بالأكثر مشهورًا ومهوبًا أكثر من الآخر (شاول)، وصار بالأكثر محبوبًا لدى كل أحدٍ، ليس لدى البشر فقط، بل لدى الله نفسه. فوق هذا كله أي ضررٍ حلَّ بالقدِّيس من احتماله هذا كله من شاول في ذلك الوقت؟ أليست تسابيحه يُغنَّى بها إلى يومنا هذا؟ ألم يصر مشهورًا على الأرض وبالأكثر في السماء؟ أليست خيرات لا تُوصَف تنتظره، حتى في ملكوت السماوات؟
ومن الجانب الآخر أي خير حصل عليه هذا المسكين الشقي بمكائده الرهيبة هذه؟ ألم يفقد مركزه الملكي، وحلَّ به وبابنه موت يُرثَى له، سقط تحت اتهامات وَجَّهها إليه الكل، وما هو أَشرّ من هذا تنتظره العقوبة الأبدية التي سيلقاها؟


القدِّيس يوحنا الذهبي الفم
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من الجانب الآخر فهي محرومة من أية قوة أو طاقة
الإنسان المسكين الشقي، ما لم يقبل بالإيمان دعوة الله
الجانب الآخر من لندن
الجانب الآخر و المؤلم من الحياة البرية
الجانب الآخر الجميل والهش للقطط الفرعونية


الساعة الآن 10:09 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024