أن أساس التَّربية هي المَحَبَّة، لان المَحَبَّة هي حوار بين شخصين، فالمُربي "يعلِّم ويوحي ويكشف ويعظ، ويَعد ويُعاقب ويُكافئ، ويُعطي المثل. ومن أجل ذلك يجب أن يكون أمينًا على مخطَّطه، وصبورًا من أجل النَّتائج المنشودة. وانطلاقًا من هذا المبدأ فقد شاء يسوع أن يختبر ضُعفنا، هو الذي "امتُحِنَ في كُلِّ شَيءٍ مِثْلَنا ما عَدا الخَطِيئَة"(عبرانيين 4: 15)، وهو الذي "تعلّم الطَّاعة، وهو الابن بما لقي من الألم... وجُعل كاملاً" (العبرانيِّين 5: 8-9). وبذبيحته، أكمل يسوع تربية شعبه، ولقد فشل في الظاهر، وهو الذي كان قد سبق وأعلن كل ما سيحدث له "قُلتُ لَكم هذه الأَشياءَ لِئَلاَّ تَعثُروا "(يوحنا 16: 1). ولكنّه لم يستطعْ بنفسه أن يجعل تلاميذه يفهمونه تمامًا، كما صرّح "لا يَزالُ عِنْدي أَشْياءُ كثيرةٌ أَقولُها لَكم ولكِنَّكُم لا تُطيقونَ الآنَ حَملَها" (يوحنا 16: 12)، إنه لخير لهم أن ينطلق وأن يترك المَكان للرُّوح القُدُس (يوحنا 17: 7-8).