بزغ القرن التاسع عشر وسط أعاصير الثورة الفرنسية The French Revolution، وكان العالم في دورين من أدوار الانحلال الاجتماعي والفكري، فلقد شهد القرن الثاني عشر نهضة الاستنارة الذهنية التي أعطت الناس سعادة النفس وسمو الفكر، وذلك الإيمان الوطيد الذي كان ملاذًا وحمى وحطمت الشكوك الفلسفية تلك النظريات التقليدية الراسخة التي اعتزت بها الكنيسة دهورا، والتي تسلطت على الفرد منذ القرون الوسطى إلي القرنين السادس عشر والسابع عشر وأمسكت بيده في سبل الحياة الآمنة الهادئة.