ففي وقت التجربة أصرخ لله أيامًا وشهور والروح القدس يقنعني خلال كل هذه المدة أن أسلم مشيئتي لله. وكلما تقدم الإنسان روحيًا يختزل هذا الوقت جدًا. ومع المسيح إختزل هذا الوقت إلى لا شيء يذكر، ولاحظ صلاة المسيح “إن أمكن أن تعبر عني هذه الكأس. ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت”. وكلما اختزل الوقت بين طلبتي وبين تسليم مشيئتي بالكامل لله كلما كانت قامتي الروحية مرتفعة. فالمؤمن يبدأ صلاته وهو مُصِّرْ على طلب ما وينهي صلاته وقد سَلَّمَ الأمر تمامًا ليدي الله في ثقة ويذهب وقلبه مملوء سلامًا. والروح يشفع فينا أي يعطينا أن نكون مقبولين أمام الله فتنسكب فينا بركاته ومنها السلام الذي يملأ القلب فمعنى أن الروح يشفع هو أنه يجعلنا نتصل بالله بطريقة صحيحة (والاتصال هو الصلاة). ويا ليتنا نتعلم أن نصلي هكذا “يا رب أريد كذا… لكنني لا أعرف أين الخير… إذًا لتكن مشيئتك”.