رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله ينتقم لشعبه: 36 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «هأَنَذَا أُخَاصِمُ خُصُومَتَكِ، وَأَنْتَقِمُ نَقْمَتَكِ، وَأُنَشِّفُ بَحْرَهَا، وَأُجَفِّفُ يَنْبُوعَهَا. 37 وَتَكُونُ بَابِلُ كُوَمًا، وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَدَهَشًا وَصَفِيرًا بِلاَ سَاكِنٍ. 38 يُزَمْجِرُونَ مَعًا كَأَشْبَال. يَزْأَرُونَ كَجِرَاءِ أُسُودٍ. 39 عِنْدَ حَرَارَتِهِمْ أُعِدُّ لَهُمْ شَرَابًا وَأُسْكِرُهُمْ، لِكَيْ يَفْرَحُوا وَيَنَامُوا نَوْمًا أَبَدِيًّا، وَلاَ يَسْتَيْقِظُوا، يَقُولُ الرَّبُّ. 40 أُنَزِّلُهُمْ كَخِرَافٍ لِلذَّبْحِ وَكَكِبَاشٍ مَعَ أَعْتِدَةٍ. 41 « كَيْفَ أُخِذَتْ شِيشَكُ، وَأُمْسِكَتْ فَخْرُ كُلِّ الأَرْضِ؟ كَيْفَ صَارَتْ بَابِلُ دَهَشًا فِي الشُّعُوبِ؟ 42 طَلَعَ الْبَحْرُ عَلَى بَابِلَ، فَتَغَطَّتْ بِكَثْرَةِ أَمْوَاجِهِ. 43 صَارَتْ مُدُنُهَا خَرَابًا، أَرْضًا نَاشِفَةً وَقَفْرًا، أَرْضًا لاَ يَسْكُنُ فِيهَا إِنْسَانٌ وَلاَ يَعْبُرُ فِيهَا ابْنُ آدَمَ. 44 وَأُعَاقِبُ بِيلَ فِي بَابِلَ، وَأُخْرِجُ مِنْ فَمِهِ مَا ابْتَلَعَهُ، فَلاَ تَجْرِي إِلَيْهِ الشُّعُوبُ بَعْدُ، وَيَسْقُطُ سُورُ بَابِلَ أَيْضًا. يأخذ الله على عاتقه دفاعه عن أولاده في الوقت المناسب. يدافع شرعيًا، فيقيم خصومة ومحاكمة لكي يعطي للخصم فرصة الدفاع عن نفسه. "لذلك هكذا قال الرب: هأنذا أخاصم خصومتك وأنتقم نقمتك، وأنشف بحرها وأجفف ينبوعها. وتكون بابل كومًا ومأوى بنات آوى ودهشًا وصفيرًا بلا ساكن" [36-37]. سبق أن شبَّه البابليين بالأسود التي تزمجر، الآن إذ تشعر بالجوع تزمجر وتضطرب، فيعد لها الله وليمة، لا من أكلٍ بل من شربٍ، لكي تشرب منها وتسكر. يقدم لها كأس غضبه (إر 25: 15الخ)، يشربون فينامون ولا يقومون. لقد صاروا كخرافٍ مذبوحة وليس كأسودٍ قوية. "يزمجرون معًا كأشبال. يزئرون كجراء أسود. عند حرارتهم أعد لهم شرابًا وأسكرهم لكي يفرحوا ويناموا نومًا أبديًا ولا يستيقظوا يقول الرب. أنزلهم كخرافٍ للذبح وككباش مع أعتدة" [38-40]. استولى كورش على بابل بينما كانت المدينة كلها منشغلة بعيدٍ دنس. تحولت أغاني العيد إلى زمجرة أشبال صغيرة وزئير جراء أسود لكن بلا عون. كانوا يسكرون في لهوٍ بالعيد ولم يدروا أنهم يسكرون بخمر غضب الله. كانوا يقدمون الخراف والكباش ذبائح للإله بيل ولم يدركوا أنهم هم صاروا خرافًا للذبح وكباشًا تُستهلك. "كيف أُخذت شيشك؟! وأُمسكت فخر كل الأرض؟! كيف صارت بابل دهشًا في الشعوب؟! طلع البحر على بابل فتغطت بكثرة أمواجه. صارت مدنها خرابًا أرضًا ناشفة وقفرًا، أرضًا لا يسكن فيها إنسان ولا يعبر فيها ابن آدم. وأعاقب بيل في بابل، وأخرج من فمه ما ابتلعه، فلا تجري إليه الشعوب بعد ويسقط سور بابل أيضًا" [40-44]. سبق أن رأينا أن كلمة "شيشك" شفرة خاصة ببابل(715)، وأنها غالبًا مأخوذة عن فعلٍ معناه "يغطس". كأن بابل تغطس في وسط المياه ولا تقوم. لقد سبق فغطس يونان في البحر بينما جلست بابل على المياه الكثيرة كملكة. لكن شتان ما بين الاثنين، إذ تحولت مياه البحر بالنسبة ليونان إلى نهرٍ حلوٍ يحوط به (يونان 2: 5)، حوّلت قفر قلبه إلى جنة، فقدم تسبحة القيامة (يونان 2)، وعاين هيكل قدس الرب وتمتع بالخلاص (يونان 2: 7، 9). أما بابل الجالسة كملكة على نهر الفرات العذب فغطاها البحر المالح بأمواجه، وغرَّق حقولها ومدنها، ولم يعد يسكنها إنسان أو حيوان. أما إلهها بيل الذي ظنوه يأكل ما يذبحونه له وما يقدمونه له من أطعمةٍ فإنه يتقيأ ما ابتلعه، فيكون سخرية أمام الشعوب! وأخيرًا أسوار بابل التي كان العالم يتطلع إليها كإحدى الأعاجيب العظمى، فإنها تسقط. وكأن بابل تفقد نهرها وأرضها ومدنها وسكانها وحيواناتها وإلهها وأسوارها وحمايتها وسلامها! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|