رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مظاهر الاحتفال بعيد القيامة وشـــم النسـيم حينما يقترب عيد القيامة المجيد أو شم النسيم، نشعر بدافع طبيعيّ قـويّ، بحكم العادة الموروثة، يدفعنا إلى التفكير في البيض - خاصة المسلوق - وأيضاً السمك أو الفسيخ. فقد اعتاد المسيحيون وغيرهم، الخروج في مثل هذا اليوم من بيوتهم باكراً جداً إلى الحقول والحدائق للنزهة، حاملين مأكولاتهم المُفضَّلة من البيض والسمك، وبأيديهم الورود والرياحين، لأنَََّهم إلى الآن يعتقدون أنَّ من ينام في مثل هذا اليوم بعد شروق الشمس، يظل كسلان طوال السنة! ولا يقف الأمر على مجرد الأكل فقط، وإنَّما نرى البعض يتبادلون البيض والسمك كهدايا قيّمة، في هذا اليوم العظيم.. أمَّا الأولاد الصغار فلهم أيضاً هداياهم من الحلوى والشيكولاتة. بيض الفصح أمَّا عادة أكل البيض ومهاداته في عيد القيامة، فمن الصعب الوصول إلى أصلها، إذ يبدو أنَّها قديمة جداً * فقد زعم البعض أنَّها آتية من الفرس* مستندين في ذلك إلى أنَّ الفرس، كان عندهم عيـد سنويّ كبير يُسمَّى (عيد البيض)، ولو أنَّ ميعاده يختلف عن ميعاد عيد الفصح وشم النسيم عندنا. وهناك مَن يرى أنَّ أصل هذه العادة هم المسيحيون، فإنَّهم منذ القِِِدم يصومون الصوم الكبير، فينقطعون عن تناول الأطعمة الحيوانية والبيض، فينتج عن هذا تجمع البيض بكثرة، فيأكلونه ويتبادلونه كهدايا لوفرته وأيضاً لِِِما فيه من معانٍٍ سامية ورموز تُشير إلى قيامة المسيح. والحق إنَّ هذه الأكلات وإن كانت شعبية، إلاَّ أنَّها تحمل في داخلها معانٍ ورموزاً، تُشير إلى أشياء لاهوتية! فليس عبثاً كان آباؤنا يأكلون هذه المأكولات، وهم الذين قد عُرف عنهـم النسك وقمع شهوات الجسد، إنَّما كانوا يأكلونها لأنَّها تُشير إلى المسيح من عدة جوانب مختلفة! البيضة في ديانات الشعوب كان للبيضة قدسـيّة خاصة، نراها واضحة في الديانات القديمة عند اليونانيين والرومانيين والفراعنة فقد اعتقد بعض الفلاسفة القدامى أنَّ البيضة هى أصل الخلق! إذ أنَّ العالم في رأيهم كان على شكل بيضة انقسمت إلى نصفين، النصف العلويّ كوّن السماء، والسفليّ كوّن الأرض. فالبيضة منذ آلاف السنين تُمثّل للقدماء رمز الحياة وأصل الكون، ولها حكايات كثيرة وطريفة عندهم.. فأهل اليابان كانوا يرسمون البيضة أمام ثور ذهبيّ يكسرها بقرنيه ليخرج منها العالم، أمَّا الثور فقدّسوه لأنَّه يرمز إلى القوة، التى بها يستطيع أن يخلق كل شيء من العدم، وإحالة كل شيء إلى عدم! وفى التاريخ الهنديّ القديم تُعتبر البيضة مقدَّسة لأنَّهم كانوا يعتقـدون أنَّها مصدر الخليقة! إذ أنَّ أُم تريمورتي *Trimurti- وهو الثالوث الهندوسيّ– وضعت في البدء ثلاث بيضات، خرج منها آلهة الهند الثلاثة وهم: براهما وفشنو وشيفا، أمَّا براهما فمعناه كلمة الكينونة وهو المُطلق غير المشخّص، وفشنو الإله المحسن على الدوام، وشيفا إله الصفح والمبشر بالخير* وظهرت المسيحية وقيمة البيضة تزداد، فجعلوها رمزاً للقيامة والحياة، إذ تخرج منها الحياة مجسَّمة في صورة كتكوت، وكما أنَّ الكتكوت ينقر بمنقاره البيضة، ويخرج منها مكتسباً الحياة من الموت، ومصوصاً صوصة البهجة لانتصاره على ظلمة البيضة، هكذا أيضاً السيد المسيح وهو حيّ بذاته استعمل سلطانه على الموت، متخطياً حواجز القبر فخرج منه حياً، ولكن ليس كخروج الكتكوت الضعيف، بل كالأسد الخارج من سبط يهوذا، وهو يزمجر قائلاً: أين شوكَتُكَ ياموت أين غَلَبتُكِ ياهاوية؟ ولهذا وُجِدَ بيض من الرخام في قبور بعض الشهداء، كاعتراف بقيامة الأجساد* وفى كنيسة المريمات الروسيات، التى باسم القديسة مريم المجدلية بالقدس، توجد رسومات للبيض الذى حملته مريم المجدلية إلى قيصر، ودللتْ به على قيامة المسيح، وعلى أنَّ جسده الطاهر لم يرَ فسـاداً، بل كان محفوظاً في القبر كما يُحفظ الكتكوت في البيضة * فالتقليد المقدس يذكر لنا: إنَّ مريم المجدلية وضعها اليهود في مركب بلا دفة ولا مقداف أو شراع لتتوه في البحر، ولكن شاءت العناية الإلهية ألاَّ تهلك، فقذفتها الأمواج إلى شواطئ إيطاليا، فذهبتْ تشتكيّ بيلاطس البنطي إلى قيصر، فلمَّا وقفتْ أمامه قدَّمتْ له بيضة، لتشرح له المعاني التي ذكرناها * الاحتفال ببيض العيد والاحتفال ببيض العيد كان أيضاً معروفاً قبل المسيحية، فالبيض عند الرومان كان أفخر هدية يُقدّمها الآباء لأبنائهم في عيد رأس السنة، وكانوا يرسمون عليه رسومات رمزية وهزْليّة، تُعبّر عن مشاعرهم وعاداتهم ومعتقداتهم. ومَن تقاليد اليابانيين والصينيين، تبادل الهدايا من البيض في عيد رأس السنة البوذية في اليابان، ويوم التجديد في الصين الذي يقع في بدء الربيع. ومن يزور الهند يرى بيضة على معظم البنايات الكبيرة والمعابد الكثيرة، لأنَّ البيض في نظرهم رمز الخليقة. أمَّا في مصر فكان الكهنة المسيحيون قديماً، يجمعون البيض في الصوم الكبير، إلى أن يأتي العيد فيُحضرونه إلى الكنيسة ويوزعونه على الشعب بعد قداس العيد * وفى الطوائف الشرقية رمز قديم لايزال مستعملاً حتى اليوم في الكنائس، إذ يُعلّقون بيضة أو أكثر أمام الهيكل كرمز إلى قيامة السيد المسيح، وسهره الدائم على كنيسته، كما يسهر النعام على صغاره. عادة تلوين البيض * ما أن يأتي عيد القيامة، حتى تقوم حركة غير عادية في المنازل أشبه بمشكلة فنية، وهى عادة تلوين البيض وزخرفته، ثم كتابة قائمة بأسماء الأقرباء والأصدقاء... الذين سوف تُهدى إليهم كميات البيض الملون. فى البداية اعتاد المسيحيون تلوين البيض باللون الأحمر إشارة إلى دم المسيح الذى سُفك على الصليب، ثم أخذوا يتفننون في تلوين البيض بالألوان المختلفة خاصة وأن العيد يأتى في الربيع حيث ألوان الزهور البديعة. ويبدو أنَّ عادة تلوين البيض قديمة جداً، وترجع هى الأُخرى إلى ما قبل المسيحية بأجيال! فقد قيل: إنَّ القدماء كانوا يُكرّسون يوماً من سنتهم ليحتفلوا فيه ببدء الربيع، وكانوا يقضونه بين اللهو والمرح، ومن ضمن عاداتهم في هذا اليوم تلوين البيض، إشارة إلى مناظر الطبيعة الخلاّبة، وتفتّح الزهور بألوانها وأشكالها الجميلة. هذا وقد اتخذ أرباب الفنون من تلوين البيض وتزينه فناً، فأبدعوا في نقش البيض وزخرفته وامتلأت المحلات من البيض المرسوم عليه صور دينية، وفى بعض البلاد كانوا يُقلّدون بيض الدجاج ببيض صناعيّ مزين بأجمل الزينات.. واعتادت بعض الفتيات الماهرات، أن يثقبن البيضة ثقوباً دقيقة، لإخراج بياضها وصفارها وتنظيفها، ثم بعد ذلك يطرزن عليها بالإبرة أشكالاً بديعة. البيض وسيلة للتسلية منذ القِدم والمسيحيون في كل مكان، يتسابقون في تلوين البيض واللعب به... ففي إنجلترا كانوا يُدحرجون البيض على منحدرات طويلة، بعد أن يكتب كل واحد اسمه على بيضته، والبيضة التي تقطع أطول مسافة دون أن تنكسر، ربِح صاحبها الرهان وصفّق له الجميع، وأعطوه كل البيض الداخل في الرهان. وفى النمسا كانت جماعات من الشباب، تطوف على البيوت، منشدين الألحان وعازفين على الآلات، وذلك لجمع أكبر كمية من البيض، لكي يوزعوه على الفقراء. وفى ألمانيا كانت تُخبّأ كميات من البيض، في البيوت والغابات والحدائق، ويُدعى الأولاد للبحث عنها، والفائز هو الذى يجد أكبر كمية، وهذا كان يثبت قدرته على الكشف والنجاح في الحياة العملية. وفى أمريكا كانت تُقام حفلة في البيت الأبيض يوم شم النسيم، فيجتمع الألوف في الساحة الخارجية، يحملون سلالاً من البيض فيدحرجونها ثم يلعبون ويهتفون للرئيس الســمــك هذا عن البيض.. أمَّا السمك فهو من مخلوقات الله، التى سلّط الإنسان عليها " نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ" (تك26:1). غير أنَّ الناموس قد ميَّز السمك الطاهر من النجس وذلك بقوله: " وَهَذَا تَأْكُلُونَهُ مِنْ جَمِيعِ مَا فِي الْمِيَاهِ: كُلُّ مَا لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ فِي الْمِيَاهِ فِي الْبِحَارِ وَفِي الأَنْهَارِ فَإِيَّاهُ تَأْكُلُونَ لَكِنْ كُلُّ مَا لَيْسَ لَهُ زَعَانِفُ وَحَرْشَفٌ فِي الْبِحَارِ وَفِي الأَنْهَارِ مِنْ كُلِّ دَبِيبٍ فِي الْمِيَاهِ وَمِنْ كُلِّ نَفْسٍ حَيَّةٍ فِي الْمِيَاهِ فَهُوَ مَكْرُوهٌ لَكُمْ " (لا11: 9-12). ويكثُر السمك في فلسطين ولاسيما بحر الجليل، وقد ذكر الكتاب المقدس أنَّ سليمان الحكيم كانت له معرفة بأسماك فلسطين " وَتَكَلَّمَ عَنِ الْبَهَائِمِ وَعَنِ الطَّيْرِ وَعَنِ الدَّبِيبِ وَعَنِ السَّمَكِ " (1مل33:4). كما ذكر أنَّ العبرانيين اشتاقوا إلى سمك النيل، وهم في طريقهم إلى أرض كنعان " قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّاناً " (عد11: 5). ومن الملاحظ أنَّ مدينة " بيت صيدا " معناها: بيت الصيد، لأنَّ أهلها اشتغلوا بصيد السمك. قُدسيّة السمك عند قدماء المصريين قيل عن أجدادنا القدماء: إنَّ السمك عندهم أغزر من الشواطيء، غير أنَّ هناك تحريماً دينياً، على المتصلين أو المشتغلين بالدين، مثل الملوك والكهنة وخُدّام المعابد.. أن يأكلوا الأسماك. وهناك أنواع كثيرة من الأسماك، كانت تُحرّم ولا تؤكل في بعض الأقاليم، فكان الصيادون يتركونها، أو يحفظونها بتبجيل دينيء، إلاَّ أنَّ هذه الأسماك كانت تؤكل في أقاليم أُخرى، وقد كان العمل هذا يُسبَّب الحروب! وكانت هناك أسماك معيَّنة مخصَّصه للآلهة فقط، فالأروص مثلاً كان مكرساً للإلهة نبت، وثعبان السمك لإله مدينة هليوبوليس، أمَّا ربّة الأسماك كلها فكانت أُنثى الدلفين. وكثيراً ما كانوا يعملون تمائم من الخزف بشكل سمك البُلطيّ، وذلك لكي تجلب الحظ للإنسان. وباستثناء بعض الاختلافات المحلية، كان صيد السمك صناعة مُربحة لكثيرين، وعملاً دينياً من أعمال الصلاح، ولهذا عينت المؤسسات الهامة والمعابد الدينية، فرقاً من الصيادين لتزويد صغار الموظفين بالسمك* السمك في حياة المسيح كما ذكر الكتاب المقدس أنِّ السيد المسيح أكل خروف الفصح، ذكر عنه أيضاً أنَّه أكل سمكاً، فبعد قيامته ناوله التلاميذ " جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شهْدِ عَسَلٍ، فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَْهُم " (لو24: 43,42). وقد كان على الأقل أربعة من تلاميذ السيد المسيح يشتغلون بصيد السمك (مت4: 18-21)، أما الصيادون فكانوا يأتون بالسمك للبيع في أورشليم، ويدخلون به من باب السمك (2أخ14:33). كما بارك رب المجد يسوع في الخمس خبزات والسمكتين (مت19:14)، وبارك مرة ثانية في السبع خبزات وقليل من صغار السمك (مت36:15). وكانت أول معجزاته مع تلاميذه هى صيد السمك الكثير " وَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكُوا سَمَكاً كَثِيراًً" (لو5: 6,5) وآخِر معجزاته لهم هى صيـد (153) سـمكة " فَصَعِدَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ وَجَذَبَ الشَّبَكَةَ إِلَى الأَرْضِ مُمْتَلِئَةً سَمَكاً كَبِيراً مِئَةً وَثلاَثاً وَخَمْسِينَ " (يو21: 8-11). وعندما طلب منه اليهود أن يدفع الجزية، سدّدت الضريبة سمكة، ويتضح هذا من قوله لبطرس " اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً (4 دراهم)، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ " (مت27:17). رموز السمك في العهد الجديد منذ الأجيال الأولى والمسيحيون يتخذون من السمك رمزاً لهم في كثير من فنونهم وصناعتهم... فقد كان القدماء ينقشونه على حوامل الأيقونات القديمة. كما أوصى القديس " أكليمنضس السكندريّ "، بنقش السمك على الأختام الكنسية، خصوصاً ختم القربان. ويوجد ضمن معروضات المتحف القبطيّ مذبح من الحجر الجيريّ، يرجع إلى القرن الرابع الميلاديّ، عليه شكل حمامة في الوسط وسمكة عن يمينها وأُخرى عن يسارها، ومحلاة بشكل نباتيّ رمزاً للكرمة المقدسة * كما توجد صورة تُمثّل قطعة من الحجر الجيريّ، عليها نقش صليب بين اثنين من سمك الدلفين، وعلى الجانبين زخارف نباتية، فالصليب في المسيحية علامة الخلاص، أمَّا الدلفين فيرمز لخلاص الإنسان من الغرق. وكما وُجِدَ بيض من الرخام بحجم البيض العاديّ، في قبور بعض الشهداء الأولين، كاعتراف بقيامة الأجساد، والموت على رجاء القيامة، هكذا أيضاً وُجِدتْ أسماك من النحاس والزجاج.. في بعض السراديب* منقوش على جانبها كلمة خلصنا بالأحرف اليونانية. نستطيع أن نقول: إنَّ المسيحية كما قدَّست الحَمَل كرمز المسيح، الذى رفع خطايا كـل العالم (يو1: 29)، والحمامة كرمز للروح القدس، الذى حل على المسيح في نهر الأردن عند عماده (يو1: 32)، هكذا أيضاً قدَّست السمك الذى يرمز إلى الآتي: السيد المسيح كتب العلاَّمة أوريجانوس قائلاً: يُدعَى المسيح مجازاً بالسمكة، أمَّا العلاَّمة ترتليان فقد قال: نحن السمك الصغير بحسب سمكتنا يسوع المسيح، وقد وُلدنا في المياه، ولن نكون في أمان بطريق ما، غير بقائنا في المياه على الدوام. وقد دُعي المسيح بالسمكة لأنَّ الحروف اليونانية لكلمة سمكة (IXQUS إخثوس)، مشتقة من الحروف الأولي للكلمات: HSOUS XRISTOS QHOU UIOS SWTHR التى تعني باللغة اليونانية: يسوع المسيح ابن الله مخلص* I = HSOUS = إيسوس = يسوع X = XRISTOS= خريستوس = المسيح Q = QHOU = ثيئو = الله U = UIOS = إيوس = ابن S = SWTHR= سوتير = مخلص أمَّا المعاني الروحية التى تربط بين السمك والسيد المسيح فكثيرة، نذكر منها الآتي: - السمك حيوان ولكنه لا يلد كالحيوانات، إنَّما يبيض كالطيور، ولهذا يجمع السمك بين طبيعتي الطيور السمائية والحيوانات الأرضِيَّة، وفى هذا إشارة للسيد المسيح، الذى كان له طبيعة واحدة من طبيعتين، إحداهما سمائية والأُخرى أرضية " وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ " (1تى16:3). - ولو تأملنا طريقة خروج السمك من البيض، لوجدنا أنَّه يُخصّب من دون اجتماع الذكر بالأُنثى، فالذى يحدث هو أنَّ الأُنثى تضع البيض، ثم يأتي الذكر ويُلقّحه فيتم إخصابه. وهذا إنَّما يُشير إلى السيد المسيح الذى وُلِدَ من عذراء لم تعرف رجلاً " أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ " (مت18:1). - إذا خرج السمك من الماء، يكون قد خرج من الحياة إلى الموت، ولماذا يموت؟ أليس لكى يكون طعاماً للإنسان؟ وهكذا أيضاً السيد المسيح، خرج من حضن الآب ونزل إلى أرضنا ليموت عوضاً عنا، ويعطينا جسده لنأكله، لا لنحيا حياة أرضية، بل أبدية " أنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ، وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ " (يو6: 51). - يُعتبر السمك الطعام الوحيد، الذى لاتمنع أيّ ديانة أكله ميتاً ودمه فيه، دون أن يُحسب هذا نجاسة، ودون أن يتعارض مع نواهي الكتاب المقدس، الذى يأمر بعدم أكل الدم والمخنوق (أع29:15). والسيد المسيح وهو في جسم بشريته، سمح لنا أن نأكله لحماً ونشربه دماً " وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلاَمِيذَ وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا هَذَا هُوَ جَسَدِي، وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي" (مت26: 26-28). - للسمك أُسلوبان في صيده: فقد تمسكه صنَّارة، أو تقتنصه شبكة، وهذا إنَّما يُشير إلى عمل المسيح الكرازيّ في جذب النفوس، فكثيراً ما يجذبهم عن طريق العمل الفرديّ (الصنَّارة) أو الجماعيّ (الشبكة). ولاننسى أنَّه عن طريق سمكة قد نجا يونان النبيّ، ومرارة سمكة طوبيا أخرجت الشياطين من سارة، وفى هذا إشارة إلى الذين خلصوا بكرازة المسيح، ونجوا من قبضة إبليس، وأيضاً إلى الذين أخرج منهم الشياطين. المـؤمنين وترمز السمكة إلى المؤمنيـن، ففى (مت47:13) استخدمها السيد المسيح رمزاً لشعبه إذ قال " يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ شَبَكَةً مَطْرُوحَةً فِي الْبَحْرِ وَجَامِعَةً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ" والمقصود بكل نوع هنا: أنواع البشر المختلفة.. وفي (لو10:5) أكد له المجد نفس المعنى وذلك بقوله لبطرس الرسول: " مِنَ الآنَ تَكُونُ تَصْطَادُ النَّاسَ "، وفى هذا المعنى قال القديس كيرلس الأورشليميّ: إنَّ المسيح يصطادنا بسنارة لا ليقتلنا وإنَّما ليُقيمَنا أحياء بعد الموت. الإيمـان وقد رمز المسيحيُّونَ القدامى بالسمك إلى إيمانهم، فكان السمك علامة التعارف بينهم، فالتقليد المقدس يحكي لنا: إنَّ المسيحيّ في عصور الاضطهاد كان عندما يتقابل مع نظيره المسيحيّ، يرسم له رأس ونصف جسم سمكة، فيبادله الآخر برسم نصفها الثاني مع ذيلها فيتعارفان على أنهما مسيحيان. عن كتاب عيد القيامة - للراهب كاراس المحرقى |
18 - 05 - 2012, 09:22 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
موضوع جميل ربنا يباركك
|
||||
19 - 05 - 2012, 09:12 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المرور الجميل |
||||
01 - 04 - 2015, 07:40 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: مظاهر الاحتفال بعيد القيامة
كل سنة وانتوا طيبيين
|
||||
01 - 04 - 2015, 03:02 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: مظاهر الاحتفال بعيد القيامة
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|