وموسى «لما كَبِرَ» - لما اعتز وصار عظيمًا - وأدرك أنه سيرث عرش مصر، عمل موازنة إيمانية: عرش مصر في كفة، وعار المسيح في الكفة الأخرى، ورجحت كفة العار على كفة العرش «أبى أن يُدعى ابن ابنة فِرعون». لقد كان للعقل حساب، وكان للإيمان حساب. أما حساب العقل فيقول: أمسك العصا من الوسط؛ احتفظ بالعرش واستخدم سلطانك كما تشأ. وكان حاسمًا في رفضه، فسار في الطريق المستقيم الضيق، ورفض كل ما في العالم «مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ. حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ» (عبرانيين11: 25، 26).