المسيحي شخص مبتهج دائمًا
يُخطئ مَن يظن أن المسيح عدوٌ للأفراح؛ فأول معجزة صنعها المسيح، وذكرها البشير يوحنا في إنجيله، هي معجزة تحويل الماء إلى خمر، عندما شارك المسيح عريس قانا الجليل أفراحه وحضر ليلة زفافه. لقد فرح المسيح له، وابتهج أشد ما يكون الإبتهاج. لكن هناك فرق بين أفراحنا وأفراحه؛ نحن نبالغ ونسترسل، لكن هو يزن كل شيء بمقياسه الإلهي الدقيق، ويميز بين الأفراح الأرضية والأفراح السماوية. فالأفراح الأرضية لم تُنسِه الغرض الذي جاء لأجله، ولم تُنسه السرور الموضوع أمامه، ولا عرس الخروف (الحمل) المرتقب، ولا السماوات الجديدة والأرض الجديدة. فيا للمسيح الفريد!
يقول الرسول بولس، والذي كان وقتئذ في سجن روما، وينتظر نتيجة قضيته، إلا أنه كان فرحًا بالرب؛ لذلك يقول للمؤمنين «افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضًا إفرحوا» (فيلبي 4:4). فالمسيحي شخص مبتهج دائمًا، وفي كل الظروف، ولا شيء يحرمه من الفرح إلا الخطية وتوابعها، فلنتحذر منها.