رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حمد جماعي يُفتتح المزمور بتسبيح جماعي، يردده كل الشعب بروح الفرح والقوة، يشكرون الرب على غنى رحمته. تقف الجماعة كلها لتدعو بيت هرون الكهنوتي وكل أتقياء الرب، ليشكروا الرب على مراحمه الغزيرة الدائمة إلى الأبد. اِحْمَدُوا الرَّبَّ، لأَنَّهُ صَالِحٌ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ [1]. من الذي يدعو كل البشرية "أحمدوا الرب لأنه صالح..." ربما الملك في ذلك الحين أو رئيس الكهنة. إنه صوت كل مؤمنٍ الذي يتمتع بروح الملوكية، فيشتهي أن يرى البشرية كلها كنيسة المسيح الواحدة المقدسة، تسبح الله من أجل رحمته التي سجلها عمليًا على الصليب بسفك الدم الثمين! * بما أن الرب صالح، وبما أن رحمته دائمة إلى الأبد، لا يشاء موت الخاطي، بل يريد رجوعه وتوبته، فإذا أيها المشغولون بالخطايا اعترفوا له، معترفين بذنوبكم، واشكروه على رحمته. الأب أنسيمُس الأورشليمي لِيَقُلْ إِسْرَائِيلُ: إِنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ [2]. يطلب المرتل من بيت إسرائيل أن يذكروا أعمال الله معهم منذ أطلقهم من عبودية فرعون، وجاء بهم إلى أرض الموعد كعربون لحرية مجد أولاد الله، مقدمين ذبيحة شكر لله، ومنهم تجسد كلمة الله ليقدم الخلاص للعالم كله. * "فليقل بيت إسرائيل إنه صالح. إن إلى الأبد رحمته" [2 LXX]. لماذا يشير إلى بيت إسرائيل الذي عانى من السبي بلا حدود. فقد اُستعبد في مصر، واُقتيد إلى أقاصي الأرض، وعانى متاعب لا حصر لها في فلسطين. يقول: حقًا إنهم على وجه الخصوص شهود لخيراته الكثيرة، وتمتعوا أكثر من غيرهم. أتعابهم ذاتها علامة على رعايته العظيمة. وإن فحصت الأمر بدقةٍ، فإنهم يلتزمون بتقديم التشكرات على مجيء المسيح منهم فوق كل شيء. أقصد إن كانوا قد عانوا من محنٍ، فبسبب جحودهم، لا بسبب من جاء (يسوع المسيح). فقد جاء إليهم وكما ترون، وأخبرهم دومًا: "لم ُأرسل إلا إلى خراف إسرائيل الضالة" (مت 15: 24). كما قال للتلاميذ: "إلى طريق أمم لا تمضوا... بل اذهبوا بالحري إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (مت 10: 5، 6). وقال للمرأة الكنعانية: "ليس حسنًا أن يُؤخذ خبز البنين ويُطرح للكلاب" (مت 15: 26). صنع كل شيء في الواقع، وشغل نفسه بخلاص هذا الشعب. الآن إن أظهروا أنهم ليسوا أهلًا لهذا الإحسان، فليفكروا في انحطاطهم وجحودهم الزائد. القديس يوحنا الذهبي الفم لِيَقُلْ بَيْتُ هَارُونَ: إِنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ [3]. بعد الطلب من الشعب، يطلب من بيت هرون أن يقدموا ذبيحة حمد وشكر لله، لأنه اختارهم للعمل الكهنوتي. فمن أجلهم أنزل نارًا من السماء لمساندتهم، وتزلزلت الأرض وابتلعت الذين مارسوا هذا العمل في حسدٍ لبيت هرون، كما جعل عصا هرون تفرخ لتؤيدهم. * هنا يدعو الكهنة كجماعة متميزة للتسبيح، مظهرًا إلى أي مدى يسبق الكهنوت الآخرين؛ كلما كانت أهميتهم (في الخدمة) أكثر من غيرهم يتمتعون بكرامة أعظم من الله، ليس لأجل كهنوتهم فحسب، وإنما لأجل أمور أخرى. القديس يوحنا الذهبي الفم لِيَقُلْ مُتَّقُو الرَّبِّ: إِنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ [4]. يقدم لنا القديس يوحنا الذهبي الفم الأسباب التي بسببها لا يشعر البعض بأن رحمة الله عظيمة وإلى الأبد، وبالتالي يعجزون عن تسبيحه كما يجب: أ. الذين لديهم مشكلة في بصيرتهم الداخلية، فكما لا تستطيع العين الضعيفة أن تنظر في الشمس بسبب ضعفها، هكذا الضعفاء روحيًا يعجزون عن رؤية وإدراك معرفة الله، وذلك بسبب سمو حكمته التي تفوق الإدراك البشري. ب. وجود شهوات شريرة في حياة الجهال، تحرمهم وتعوقهم عن رؤية رحمة الله. ج. الجهل والانحراف في إدراك حقيقة الأمور والتطلع إليها. وذلك كمن لا يحتمل أن يرى أبًا يؤدب ابنه، فيظن أنه ينتقم منه، ولا يعمل لنفعه. د. من يخطئ في حكمه، فلا يعرف ما هو صالح مما هو شرير. هـ. من لا يبالي بخطاياه. و. من لا يدرك الفارق بين الله الذي لا يُعبر عنه والكائنات البشرية. ز. من لا يعرف حقيقة أن الله لا يريد أن يعلن كل شيءٍ دفعة واحدة، بل يعلن حكمته جزئيًا حسبما يقتضي الأمر. إذ لا يليق بالإنسان أن يبالغ في التعرف على أمورٍ لا يستطيع إدراكها، أو لم يحن الوقت المعين لإعلانها. * أتقياء الرب هم الأمميون الذين صارت لهم رحمة الله بحضور ربنا الذي أنقذهم من عدم الإيمان ومن عبادة الشياطين، وأنارهم، وزادهم نعمة أفضل من غيرهم... بما أن النعمة فاضت على الجميع على السواء، لأجل هذا يحث النبي داعيًا الكل إلى الشكر لله. الأب أنسيمُس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 118 | ختام جماعي |
مزمور 115| اعتراف جماعي |
مزمور 102 | نحيب جماعي |
مزمور 95 | نشيد جماعي |
مزمور 53 - فساد جماعي |