رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سَبِّحُوا الرَّبَّ يَا كُلَّ الأُمَمِ. احَمِّدُوهُ يَا كُلَّ الشُّعُوبِ [1] هذه نبوة تعلن عن حب الله لكل البشرية واشتياقه أن يتمتع الكل بخلاصه، وأن يتحول الجميع مع الطغمات السمائية إلى خورس للتسبيح. كثيرًا ما عانى شعب إسرائيل من العجز في تقديم تسابيح لائقة بقدسية الهيكل. أما الآن فإذ تشترك كل الأمم في التسبيح لله، تُقدم بأيادٍ طاهرة وقلوب نقية. لقد وعد السيد المسيح نفسه: "لي خراف ُأخر ليست من هذه الحظيرة، ينبغي أن آتي بتلك أيضًا، فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد" (يو 10: 16-17). تحقق ذلك عندما بدأت الكرازة بين الأمم بدخول كرنيليوس الإيمان، إذ قيل: "كانوا يمجدون الله، قائلين إذًا أعطى الله الأمم أيضًا التوبة للحياة" (أع 11: 18). * يدعو المزمور ليس أمة واحدة ولا اثنتين ولا ثلاثة بل كل الأرض والبحر. هذا ما حدث فعلًا عندما أشرق مجيء المسيح. وبعد ذلك يشير إلى سبب خلاصهم، أنه ليس لأجل أعمالهم الصالحة قد خلصوا، ولا لأجل حياتهم ولا أجل ثقتهم، إنما من أجل حنوه وحده. "رحمته علينا قد ثبتت"... إنها قوية وأكثر صلابة من الصخر. إنها تنمو يومًا فيومًا (إذ يقبلها كثيرون). القديس يوحنا الذهبي الفم * من زمن طويل قضى الله في المزمور 116 (LXX) أن بتدخل رحمته يتحد اليهود مع الأمم. تُوهب نعمة للأمم، ليصيروا زملاء اليهود في الميراث، الذين بنعمة الله دُعوا منذ زمن بعيد شعبه. بينما كان اليهود نبلاء كان الأمم وضيعين، لكن الآن برحمة الله صار الأمم نبلاء أيضًا لكي يفرح الكل معًا بمعرفة الحق . الأب أمبروسياتر لأَنَّ رَحْمَتَهُ قَدْ قَوِيَتْ عَلَيْنَا، وَأَمَانَةُ الرَّبِّ إِلَى الدَّهْرِ. هَلِّلُويَا [2]. جاء في الترجمة السبعينية والقبطية: "لأن رحمته قد قويت علينا، وحق الرب يدوم إلى الدهر. هللويا". ظهرت رحمة الله بكل قوة في ثلاث حقائق إنجيلية هامة: قيامة السيد المسيح التي قدمت لنا الحياة الجديدة المُقامة، وصعود المسيح الذي فتح لنا أبواب السماء، وقبول الأمم للإيمان، حيث تحققت وعود الله بتجديد قلوب الأمم وأفكارهم للتمتع بوعود الله الصادقة. قبولهم للإنجيل أذهل العالم، وشهادة لأمانة الرب إلى الدهر. قدم إنجيل المسيح للمؤمنين عزاءً أبديًا ورجاءً صالحًا بالنعمة (2 تس 2: 16). قدم محبة الآب العملية، واهبًا الحياة الأبدية خلال ذبيحة الابن الوحيد الجنس. يرى القديس أغسطينوس أن المرتل يشير إلى أمرين: رحمة الرب وحق الرب أو عدله، وذلك كما ورد في المزمور 116: 5. خضع الأمم لاسم الرب خلال وعده بالرحمة للأتقياء، كما خلال تهديده الأشرار (بعدله). * يخبر هذا المزمور بأكثر إيضاح عن كرازة الرسل القديسين بالإنجيل في كل الأرض، وانضمام جميع الأمم ودخولهم إلى الإيمان بالمسيح، كما جاء في نبوة زكريا: "ترنمي وافرحي يا بنت صهيون، لأني هأنذا آتي وأسكن في وسطك، يقول الرب. فيتصل أمم كثيرة بالرب في ذلك اليوم، ويكونون لي شعبًا، فأسكن في وسطك، فتعلمين أن رب الجنود قد أرسلني إليك" (زك 2: 10-11). يقول زكريا النبي جهارًا إن الآب رب الجنود الذي أرسل الرب... الذي جعل الأمم شعبه. جاء ابنه الوحيد وسكن في كنيسته المقدسة. وقد قويت رحمته غالبة خطايا الأمم، وحق كلامه الذي أوصاه لأنبيائه سابقًا قد أنجزه. وهو يدوم إلى الدهر مع دوام الإيمان بالمسيح. الأب أنسيمُس الأورشليمي * "حقه يدوم إلى الأبد": هذه على وجه الخصوص سمة حقه الذي يشرق. قال هذا أيضًا، لأن أحداث العهد القديم كانت رمزًا وظلًا. هذا ما أشار إليه الإنجيلي بقوله: "لأن الناموس بموسى ُأعطى. أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو 1: 17). القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|