“على باب الله” هي تاريخ منذ خروج الإنسان من الجنة بعد سقوطه في الخطية (تكوين3) وهو في مُعضلة كبيرة: هو يشتاق إلى الله ويَحِن لأيام الجنة، ولا يعرف كيف يرجع له؛ وفي نفس الوقت يحب الخطية، ولا يريد أن يتركها. وبعد محاولات عديدة وجد الإنسان حلاًّ لمعضلته، فلن يكون خارج الباب ولا داخله، بل “على باب الله!”
وطوال التاريخ كان هذا الوضع مريحًا للإنسان أكثر من التزام الحياة مع الله، وأيضًا من هيجان ضميره الذي لا يتوقف. وأقنع الإنسان نفسه أنه أقرب واحد إلى باب الله حيث خلاصه ورحمته. وربما هذا يفسر عدة ظواهر غير مترابطة أصبحت سائدة في عصرنا هذا؛ مثل وضع الكتاب المقدس بجوار مكان النوم أو في السيارة “بركة تحمي العربية”. وأيضًا ظاهرة ارتفاع أسعار الشقق السكنية بجوار الأماكن التي يُظَن أنها مقدسة. وظاهرة تشغيل الشرائط والقنوات الدينية في أوقات الضيق والمرض. كل هذا ليس بدافع حبٍّ قلبي لله، ولكن تَحَسُّبًا من أن يأتي الموت فجأة للإنسان وهو بعيد عن الله، ورغم أنه يعلم بخطيته ومصيره في الجحيم الأبدي، إلا إنه بهذه الظواهر يحاول أن يكون “على باب الله”. فهل ينجح؟!