رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
شباب في مقتبل العمر وفي زهرة أيامهم، إلا أنهم لا يبالون بشيء ولا يهتمون بحياتهم الأبدية، رغم الصرخات المدوية من حولهم، والتي تعلو وتزداد يومًا بعد يوم؛ محذِّرة من النهاية القاسية والأبدية الرهيبة التي تنتظرهم، ورغم الأحداث التي تُعلن أننا أصبحنا في آخر الأيام. إلا أنهم ينظرون في لا مبالاة بلا اكتراث لكل هذه الصرخات والنداءت. كل ما يشغل بالهم هو المتعة الوقتية للخطية والملذات التي لا تدوم. يُمسكون بكلتي يديهم في أمور فانية، وهم أعلم الناس بأنها لا تنفع ولا تُفيد. أسأل كثيرًا من هؤلاء عن الفائدة من كل ما يفعلونه، فأجدهم يتمتمون بخجل: لا فائدة. إذًا لماذا الاستمرار في حياة الضياع والشر أكثر من ذلك؟ هل هو الشعور باليأس من كثرة الخطايا والشرور التي فعلتها؟ أبشر! فرغم كل ما فعلته في ماضيك من شرور وخطايا تخجل من مجرد ذكرها، فإن المسيح ينتظرك وما زال باب التوبة مفتوحًا أمامك على مصراعيه. فقد وعد الرب أن من يُقبل إليه لا يُخرجه خارجًا (يوحنا6: 37). وأنه لم يأتِ ليدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة (متى9: 13). فالمسيح جاء خصيصًا لأجلك، وما زال يقرع باب قلبك من خلال الضيق، ونداءات الخدام لك، ومن خلال الشعور الذي ينتابك من حين لآخر بأنك تحتاجه، والاحتياج الرهيب داخلك للتوبة والراحة بين يديه. يناديك من خلال ترنيمات وآيات حفظتها منذ سنوات طويلة، لكنها تتردد هذه الأيام داخل قلبك، وتهز أعماقك وربما بسببها تقضي أوقاتًا طويلة في البكاء وأنت لا تعلم كيف تخرج من هذا السجن المظلم وهذه القيود الشديدة. ثق يا صديقي أنها نداءات الروح القدس لك، وأنها قرعات المسيح على قلبك، وهمسات الآب السماوي التي يناديك بها لأنك غالٍ على قلبه جدًا. * |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|