منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 09 - 2023, 11:39 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,538

آرميا النبي | أجروا حقًا وعدلًا




أجروا حقًا وعدلًا:

3 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: أَجْرُوا حَقًّا وَعَدْلًا، وَأَنْقِذُوا الْمَغْصُوبَ مِنْ يَدِ الظَّالِمِ، وَالْغَرِيبَ وَالْيَتِيمَ وَالأَرْمَلَةَ. لاَ تَضْطَهِدُوا وَلاَ تَظْلِمُوا، وَلاَ تَسْفِكُوا دَمًا زَكِيًّا فِي هذَا الْمَوْضِعِ. 4 لأَنَّكُمْ إِنْ فَعَلْتُمْ هذَا الأَمْرَ يَدْخُلُ فِي أَبْوَابِ هذَا الْبَيْتِ مُلُوكٌ جَالِسُونَ لِدَاوُدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ رَاكِبِينَ فِي مَرْكَبَاتٍ وَعَلَى خَيْل. هُوَ وَعَبِيدُهُ وَشَعْبُهُ. 5 وَإِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِهذِهِ الْكَلِمَاتِ فَقَدْ أَقْسَمْتُ بِنَفْسِي، يَقُولُ الرَّبُّ، إِنَّ هذَا الْبَيْتَ يَكُونُ خَرَابًا. 6 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ بَيْتِ مَلِكِ يَهُوذَا: جِلْعَادٌ أَنْتَ لِي. رَأْسٌ مِنْ لُبْنَانَ. إِنِّي أَجْعَلُكَ بَرِّيَّةً، مُدُنًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ. 7 وَأُقَدِّسُ عَلَيْكَ مُهْلِكِينَ، كُلَّ وَاحِدٍ وَآلاَتِهِ، فَيَقْطَعُونَ خِيَارَ أَرْزِكَ وَيُلْقُونَهُ فِي النَّارِ. 8 وَيَعْبُرُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ، وَيَقُولُونَ الْوَاحِدُ لِصَاحِبِهِ: لِمَاذَا فَعَلَ الرَّبُّ مِثْلَ هذَا لِهذِهِ الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ؟ 9 فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِهِمْ وَسَجَدُوا لآلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدُوهَا.

سبق فرأينا في الأصحاح السابق إبراز أن تحقيق العدالة، خاصة مع الغرباء والفقراء والمظلومين العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم أو التمتع بحقوقهم، يمثل الدور الرئيسي في حياة الملك.
"هكذا قال الرب:
أجروا حقًا وعدلًا (sadaqa
وأنقذوا المغصوب من يد الظالم والغريب واليتيم والأرملة،
لا تضطهدوا ولا تظلموا ولا تسفكوا دمًا ذكيًا في هذا الموضع" [3].
استغل الملك ورجاله الغير، خاصة الضعفاء والمحتاجين، على خلاف والده يوشيا الذي اهتم بتحقيق العدالة وإنصاف المظلومين.
كما أن الخطية تحطم بيوت الملوك والشعب، هكذا العدل والبر يسندان الكل ويعطيان قوة وكرامة ومجدًا.
"لأنكم إن فعلتم هذا الأمر يدخل في أبواب هذا البيت ملوك جالسون لداود على كرسيه راكبين في مركباتٍ وعلى خيلٍ.
هو وعبيده وشعبه.
وإن لم تسمعوا لهذه الكلمات فقد أقسمت بنفسي يقول الرب،
إن هذا البيت يكون خرابًا" [4-5].
كان الاعتقاد السائد في يهوذا عبر الأجيال أن بقاء المُلك في سبط يهوذا من نسل داود علامة رضا الله وبركته وحمايته لشعبه، على خلاف مملكة إسرائيل التي انشقت وأقامت لها ملوكًا وأنشأت عاصمة (السامرة) عوض أورشليم.
إن كان الله قد بارك يهوذا من أجل عبده داود، لكن إن لم يسلك نسله على منواله في علاقته بالله يفقدون هذه البركة. هذا مركز الفكر اللآهوتي السياسي عند إرميا. يعتمد استمرار البيت الملوكي، حتى إن نُسب لداود، على قبول الملك رسالة إرميا من كل القلب. بهذا فقط تبقى أبواب القصر الملوكي مفتوحة أمام الملك ورجاله وشعبه للدخول والخروج.
"لأنه هكذا قال الرب عن بيت ملك يهوذا:
جلعاد أنت لي،
رأس من لبنان،
إني أجعلك برية،
مدنًا غير مسكونة" [6].
يشبه البيت الملكي وربما الملك نفسه بجلعاد، أي الجبل العالي، أو بقمة جبلٍ من جبل لبنان الشامخة، فإنه وإن ظن في نفسه أنه ثابت ومملوء أمانًا ليس من يقدر أن يهبط به من هذا العلو إلا أنه ينحدر ليصير كبريةٍ قاحلةٍ وكمدينةٍ خربةٍ لا يسكنها أحد.
بقوله "جلعاد ورأس من لبنان" يشير إلى أن قصر الملك في منطقة غنية خصبة ومبهجة مثل جلعاد وجبل لبنان، وقد دُعي قصر سليمان "بيت وعر (غابة) لبنان" (1 مل 7: 2؛ 10: 17، 21).
ارتباط جلعاد بقمة لبنان كما في زكريا (زك 10: 10) يشير إلى الغابات، كما قد يشير إلى "الشرق" و"الغرب"، أي يملك على الضفة الشرقية والغربية لنهر الأردن.
كأن الله يعلن نظرته إلى القصر الملكي، أنه لا يزيد في عينيه عن شجرة في وسط غابة في جلعاد أو على قمة جبل لبنان، أو كحيوانٍ برِّى هناك... مع ما اتسم به القصر من جمال وفخامة لكن الله يبيده ويحطمه، بل ويحسب تحطيمه عملًا مقدسًا يتعهد به الأعداء بسماحٍ إلهي.
لم يقل "إني أجعلك... مدينة غير مسكونة" بل "مدنًا"، لأن الخراب يشمل كل المملكة بمدنها، وليس أورشليم وحدها.
"وأقدس عليكِ مهلكين كل واحدٍ وآلاته،
فيقطعون خيار أرزكِ ويلقونه في النار" [7].
سبق لنا الحديث عن "تقديس" بابل كآلة إلهية لتأديب الشعب. هنا كلمة تقديس تعني "تكريس طاقاتها وإمكانياتها" أو تخصيصها، وكأن الله يضع في قلب بابل أن تكرس كل إمكانياتها البشرية والعسكرية لتحطيم الشعب الذي عصى الرب... إنها تعمل بغيرة لنوال سلطة وسلب إمكانيات ولا تدري أن الله هو الذي سمح لها بذلك، أو هو كرَّسها لهذا العمل.
قلنا أيضًا إن بابل تحسب ذلك "حربًا مقدسة"، إذ تعتبر نصرتها هي نصرة لآلهتها على إله إسرائيل... ومع ذلك فمن أجل تأديب الشعب قبل الله ذلك!!
هنا الصورة أخطر، لأن الله نفسه يدخل في حرب مع شعبه المتمرد، حاسبًا هذه المعركة "حربًا مقدسة"، لا ليهب نصرة لشعبه بل ليهلكهم حتى يتأدبوا.
لما كان البابليون يحترفون قطع الأخشاب، لهذا يحطمون الهيكل بالفؤوس كأنهم يقطعون خيار الأرز، لا لينتفعوا به، وإنما لكي يلقونه في النار.
كثير من الغرباء (goyim) إذ يعبرون بالمدينة يسألون: لماذا صنع الله هكذا بمدينته العظيمة؟ وتأتي الإجابة: كسروا العهد معه، وعبدوا آلهة أخرى وخدموها [8-9].
بسبب فساد الملك تفقد أورشليم، مدينة الله، سمعتها، بل وتكاد تفقد وجودها، فتصير برية خربة بلا ساكن. وبسبب عصيان يونان النبي فقد الكثيرون سلامهم إذ هاج البحر وثارت الأمواج، وألقى النوتية والمسافرون أمتعتهم في المياه. وعلى العكس الأنبا أنطونيوس بتقديس حياته في الرب حوّل البرِّية إلى فردوس يمتلئ بالعابدين الروحيين، بل وتشتهي الملائكة أن تتطلع إليها لتمجد غنى نعمة الله الفائقة. ما كنا نسمع عن كنيسة نيصص لولا القديس غريغوريوس أسقفها الذي جذب نفوسًا كثيرة إلى السمويات، كما أعطى القديس أغسطينوس لهيبو شهرتها.
كل نمو روحي في حياتك هو لبنيانك وبنيان أسرتك وأصدقائك وكنيستك ومدينتك ووطنك، بل ولبنيان البشرية، وكل انهيار أو انحراف عن الطريق الملوكي يحطمك ويحطم من حولك، ويدفع بالعالم نحو الخراب!
لا تستهن بدورك، كاهنًا كنت أم من الشعب، شيخًا أو شابًا أو طفلًا، رجلًا أو امرأة!
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آرميا النبي | ينجح ويجري حقًا وعدلًا في الأرض
آرميا النبي | يقدم الله أيضًا إجابة لتساؤل النبي
آرميا النبي | حقًا إنه إلى الكذب حوّلها قلم الكتبة الكاذب
آرميا النبي | يعلن الرب لإرميا النبي حدود خدمته
عاجل بالصورة من اكونت ميرنا على تويتر ميرنا لسة عايشة


الساعة الآن 04:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024