رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعرفة والعبادة الجماعية إذ يُسَبِّح المرتل الرب بقلبه الناري، حتمًا يتفاعل مع شعبه، يسندهم ويسندونه. فللمؤمن فاعليته في حياة إخوته، وللجماعة فاعليتها في حياته. يُسَر الله بالجماعة المقدسة المُتعبِّدة له بروح الحب والتقوى والشكر، فيهبهم فهمًا ومعرفة، بروح التواضع، لا الكبرياء والزهو. هَلِّلُويَا. أَحْمَدُ الرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِي، فِي مَجْلِسِ الْمُسْتَقِيمِينَ وَجَمَاعَتِهِمْ [1]. يصدر التسبيح والشكر من قلب المرتل، وفي نفس الوقت يدعو شعب الله لكي يشترك معه في هذا العمل الملائكي. ما هو مجلس المستقيمين ومن هم جماعتهم سوى الأتقياء الذين يتسمون بمخافة الرب، لا يكفون عن تقديم الشكر بلا انقطاع، حتى أثناء الضيقات. * لو لم يكن داود بسيط القلب ومخلصًا، ما كان قد قال: أشكر الرب بكل القلب، وإنما بشفتي . القديس جيروم * "أعترف لك يا رب بكل قلبي". ماذا يعني: "بكل قلبي"؟ أي بكل اشتياق، وبغيرة، متحررًا من اهتمامات هذا العالم، مرتفعًا إلى فوق، محررًا النفس من قيود الجسد. "بقلبي"، ليس بالكلام واللسان والفم فقط، بل وأيضًا بالعقل. هذا هو الطريق الذي وضعه موسى في الناموس: "تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل عقلك" (راجع تث 6: 5). هنا أظن في الحقيقة أن الاعتراف (أو الحمد) يعني الشكر. إنه يقول: "إني أُسَبِّحُ، إني أشكر". لقد قضى كل حياته في السعي وراء هذا كما ترون. لقد بدأ بهذا، وإلى هذا انتهى. هذا هو عمله في كل الأوقات أن يُقَدِّم تشكرات من أجل الإحسانات المُقَدَّمة له وللآخرين. لا يطلب الله شيئًا آخر مثل هذا! هذه الذبيحة، وهذه التقدمة علامة الروح المعترفة بالجميل وهي صفعة ضد الشيطان. هذه هي العلامة الخاصة بالاتجاه الشاكر، أن تُقدَّم تشكرات لله في التجارب والمصاعب ويبقى الشخص شاكرًا وسطها . القديس يوحنا الذهبي الفم * "أعترف (أحمدُ) لك يا رب بكل قلبي" الاعتراف ليس دائمًا اعترافًا عن الخطايا، إنما يفيض التسبيح لله في ورع الاعتراف. الأول يحزن، والأخير يفرح. الأول يظهر الجرح للطبيب، والثاني يُقَدِّم الشكر على الصحة. الاعتراف الأخير يعني أن الشخص ليس فقط يتحرر من كل شرٍ، بل يعتزل عن كل وضع شريرٍ . القديس أغسطينوس * مفجِعٌ ومميتٌ سمّ العدو هذا، فبه أعمى كثيرين، وطرحهم على حين غِرّةٍ، لأنه يوحي للنفس بفكرٍ زائفٍ ومُهلِكٍ، حتى تتصوّر أنها أدركتْ أمورًا غير مُدْرَكة عند مُعظَم الناس، وأنها متفوِّقة في الصوم. كما أنه يوحي للنفس بأعمالٍ بطوليةٍ عديدةٍ، ويُضلّها بجعلها تنسى كل خطاياها، لكي تشعر بتفوُّقها على مَنْ هم حولها. إنه يسرق من قلبها ذكر أخطائها، وهو لا يفعل ذلك لمنفعة النفس، بل حتى لا يمكنها أن تنطق بهذا القول الشافي: "إليك وحدك أخطأتُ، ارحمني" (مز51: 4)، ولا يسمح لها أن تقول: "أحمدُ الرب بكل قلبي" (مز 111: 1). بل كما قال الشيطان نفسه في قلبه: "أرفع كرسيَّ فوق كواكب الله" (إش14: 13). وهكذا يخدع الإنسان بالاتجاه إلى السيطرة والمناصب العالية، وأيضًا بمناصب التعليم والتباهي بالشفاء. وهكذا تهلك النفس بالخداع، إذ تُصاب بجرحٍ يصعب شفاؤه. القديسة الأم سنكليتيكي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|