رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
”صبَّرنا“ و المرونة! إلا أن الأمر لم يتوقف مع أيوب، على تغيير أفكاره الجذرية أثناء الصبر، ولكن الله صنع أمرًا رائعًا في شخصيته، ليجعله أكثر نضجًا ومرونة، وهو أمر غاية في الروعة لم يمتلكه أيوب قبل تجربته. فرغم غضبه من أصحابه، وكم النقاشات الجارحة معهم، نجده يصلي لأجلهم، ويقدم ذبائح لله نيابةً عنهم (أيوب42: 10)!! ورغم حالته النفسية الصعبة، نجده يخرج من أنانيته، ويكون كريمًا مع اخوته ومعارفه (أيوب42: 11)!! وكلا الأمرين لا نقرأ أن أيوب فعلهما أثناء غناه وعظمته قبل تجربته، لأنه كان فقط محصورًا في نفسه وعائلته، ولكن بعد أن تعلم الصبر أصبح مرنًا مع الله ومع نفسه ومع الناس. وهو ذات المعنى الذي يشرحه بولس الرسول قائلاً «نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً» (رومية5: 3،4)، فالصبر في الضيق لا يدفعنا فقط لأن يكون لنا رجاء أن ينتهي هذا الضيق، ولكن هناك حلقة مفقودة تغيب عننا؛ وهي التزكية، والتي تأتي بمعنى المرونة في الشخصية، والتي تُعتبَر من أكبر مكاسب الصبر التي يصنعها فينا إلهنا، والتي إن غابت عن المؤمن والكنيسة، كثرت الاحتكاكات، وزادت الانشقاقات، وفترت العلاقات، بسبب قلة المرونة، أو لنقل قلة الصبر!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ساعدنا على اعتناق المرونة |
”صبَّرنا“ و التفسير! |
إثبات آخر أن المرونة لا علاقة لها بالسمنة |
صبَّرنا |
عظة الانبا رافائيل بعنوان ( المرونة والتمسك ) |