* قوله: "رحمتك قد عظمت فوق السماوات وإلى السحاب" معناه أن رحمتك هي أوسع وأعرض من السماء، وتُغَطِّي جميع خطايانا من فوق. وأن بداية الرحمة على الأرض ومنتهاها إلى السماء.
وأعني أنك ترحم الناس الذين على الأرض، كما جاء أن الأرض مملوءة من رحمتك، ونهاية الذين يُرحَمون هو البلوغ إلى السماء.
أما قوله "إلى السحاب" عن الأنبياء والرسل، فلكونهم مرتفعين وشرفاء، ولأن الله يُمْطِر تعاليمه ليروي الناس برسله وأنبيائه...
قول النبي: "رحمتك عظيمة في السماوات" معناه أن لاهوته يعظمه الملائكة فوق السماوات. وأيضًا قد استعلن عظمته وجلاله للكافة عندما صعدت إلى السماوات، إذ كان يغشاه الناسوت حينما كنت على الأرض، أعني قبل صعودك إلى السماء كان الناس لا يعرفون عظمة لاهوتك. أما الآن فعرفوا أنك إله عظيم في السماوات ومُمَجَّد.
الأب أنسيمُس الأورشليمي