منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 09 - 2023, 04:14 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,467

العلامة أوريجينوس


["ثم أرسل بعد ذلك إلى كثيرين من القانصين فيقتنصونهم عن كل جبل وعن كل أكمة ومن شقوق الصخور". غير مسموح لهؤلاء القانصين أن يصطادوا إلا على "الجبال" وعلى "الآكام" وفي "شقوق الصخور". كيف أفسر "شقوق الصخور"؟
ارجع إلى سفر الخروج وابحث فيه عن تفسيرٍ لذلك؛ أجد أن موسى النبي حينما أراد أن يرى الله، قال له الرب هذه الكلمات ليجيب على طلبه: "هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة، ويكون متى اجتاز مجدي إني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى أجتاز. ثم أرفع يدي فتنظر ورائي، وأما وجهي فلا يُرى" (خر 33: 21).
إذا فهمت ما هي هذه الصخرة وما هي هذه الفتحة أو النقرة الموجودة فيها عالمًا كيف أن الذي يقف على الصخرة وينظر من خلال النقرة التي فيها يمكنه أن يرى الله لأمكنك أن تفهم ما هي الصخور العديدة وما هي شقوقها.
ما هي إذن تلك الصخرة الفريدة من نوعها؟ "لأنهم كانوا يشربون من صخرة روحية تابعتهم والصخرة كانت المسيح (1 كو 10: 4)"، وأيضًا: "وأقام على صخرة رجلي" كما يقول المزمور (مز 40: 2).
ما هي إذًا النقرة الموجودة في الصخرة والتي تمكنا من رؤية ما وراء الله (فتنظر ورائي)؟
الصخرة هي السيد المسيح، والنقرة الموجودة فيها هي التجسد الإلهي، لأنه بمجيء السيد المسيح في الجسد أمكننا أن ننظر ما وراء الرب، أي الابن الكلمة.
إلى الآن لم نتكلم إلاّ على صخرة واحدة ونقرة واحدة فقط، لذا انتقل من نقرة الصخرة إلى شقوق الصخور. فإنه بالنظر إلى جماعة الأنبياء أو الرسل أو الملائكة القديسين، يمكنني أن أقول أن كل المتشبهين بالسيد المسيح، يصيرون صخورًا كما أنه هو أيضًا صخرة. وكما أن المخلص له نقرة يمكننا من خلالها أن نرى ما وراء الرب، كذلك أيضًا كل واحدٍ منهم، يصنع في نفسه نقرة أو شقًا يمكننا من رؤية الله، ذلك من خلال "كلماتهم" التي ترشدنا إلى الرب. فموسى قدم لنا الناموس، وإشعياء قدم لنا نبوته، وإرميا قدم لنا كلمات أخرى للرب. لكن إذا حدث وكان المتكلم هو ملاك كما تقول الآية: "الملاك الذي يتكلم في"، ففي هذه الحالة أيضًا يكون عندي "صخرة" و"نقرة"، وأرى الله من خلال كلمات (نقرة) الملاك (الصخرة).
أحتاج إلى مثال لأوضح كيف يمكننا أن نرى الله عن طريق ملاك. مكتوب في سفر الخروج: "وظهر له ملاك الرب بلهيب نارٍ من وسط عُلِّيقة، فنظر وإذا العليقة تتوقد بالنار والعليقة لم تكن تحترقثم بعد ذلك، لم تقل له الكلمة: "أنا ملاك من عند الرب"، وإنما: "أنا إله إبراهيم إله إسحق وإله يعقوب" (خر 3: 6).
إذن في هذه الحالة يظهر الله في صورة ملاك، وبالتالي يمكن رؤيته عن طريق الصخرة التي هي الملاك، كذلك عن طريق النقرة التي هي كلمات الملاك له.
إذ تجهل متى يرسل الله إليك القانصين، يجب عليك ألا تنزل أبدًا من على الجبال، ولا تترك الآكام، ولا تخرج من شقوق الصخور، لأنك إن وُجدت خارجًا، يُقال لك مثل أهل العالم الموجودين خارجًا باستمرار: "يا غبي، هذه الليلة تؤخذ نفسك منك، فهذه التي أعددتها لمن تكون؟" يُقال لك نفس هذا الكلام إذا قلت في نفسك: "أهدم مخازني وابني أعظم منها، وأقول لنفسي: يا نفسي كلي وشربي لك خيرات كثيرة تكفيكِ لسنين كثيرة". أرأيت إذن كيف أن الإنسان الذي يعيش أسفل "الجبال" وأسفل "الآكام" وخارج "شقوق الأرض" يخطئ حتى في تقديره للخيرات، حاسبًا أن تلك الأشياء التي على الأرض خيرات. يظن أن القمح وكثرة الأشياء الأرضية تسمى خيرات، ولا يدرك أن الخيرات الحقيقية لا توجد في الأرض التي نزرعها وإنما في السماء، ولأنه حسب أن الخيرات موجودة في الأشياء الأرضية ظل يكنز كنوزًا على الأرض. لكن إذا اتبع أحد قول السيد المسيح وكنز كنزه في السماء، فلن يُقال له: "يا غبي، هذه الليلة تؤخذ نفسك منكبل يأخذه القانصون من على الجبال أو من على الآكام أو من بين الصخور ليقوده إلى حيث الراحة الأبدية في أحضان القديسين والأنبياء وكل المطوبين في المسيح يسوع. "لأن عيني على كل طرقهم"، أي طرق الأبرار الذين نتحدث عنهم.فإن عيني الرب مركزة على كل طرق الناس الذين يعيشون على الجبال وعلى الآكام وبين شقوق الصخور. "لم تستر عن وجهي" أو "لم يختبئوا من أمام وجهي"، أي أن الأبرار لا يختبئون من أمام وجه الرب، أما الأشرار فيختبئون.
سمع آدم بعدما كسر الوصية صوت الرب يتمشى في الجنة فاختبأ، أما الأبرار فلا يختبئون، بل تعطيهم الحياة المقدسة في الرب ثقة يستطيعون من خلالها أن يقفوا أمامه، لأنه "إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله، ومهما سألنا ننال منه" (1 يو 3: 21-22).
بالرغم من أن آدم قد أخطأ إلا أن خطيته لم تكن خطية فظيعة، لهذا اختبأ من أمام وجه الرب، أما قايين فكانت خطيته أكبر بكثير، إذ قتل أخاه، فماذا فعل؟ "خرج قايين من لدن الرب" (تك 4: 16). بالنظر إلى الحالتين نجد أن الاختباء من وجه الرب" يكون من أجل شرٍ أقل. في الواقع "الاختباء" دليل على خزي الإنسان من خطيته.
إذًا فإن الأبرار "لم يختبئوا من أمام وجهي". حدث بعد ذلك أن هؤلاء الأبرار سقطوا في بعض الخطايا، ثم قام الصيادون المُرسلون من قبل الله بانتشالهم خارج خطاياهم أي من البحر. حتى لا يظن هؤلاء الأبرار أن انتشالهم مرة أخرى من الخطية وصعودهم ثانية إلى "الجبال"، يرجع إلى برهم أو قداستهم أو استحقاقهم يذكرهم الكتاب ويذكرنا نحن أيضًا بخطايانا السابقة، فيضيف قائلًا: "ولم يختفِ إثمهم من أمام عيني" ].
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أرسل الرَّبّ أنبياء كثيرين
كما أرسل الله ابنه للعالم، كذلك أرسل سيدنا يسوع المسيح تلاميذه
حتى إن المسيح قد وضع لسقوط كثيرين وقيام كثيرين
عيَّن يسوع ووضعه لسقوط كثيرين وقيام كثيرين
لما صعد السيد المسيح ، لماذا قال أرسل لكم الروح القدس؟ وهل هو مرسل من الآب وليس من الابن؟


الساعة الآن 12:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024