رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
< مثل ملكوت السموات كمثل كنز دُفِن في حقل وجده رَجُلٌ فأعاد دفنَه، ثمَّ مضى لشدَّة فرحِه فباعَ جميع ما يملك واشترى ذلك الحقل > (متّى13: 44). اللؤلؤة الثمينة قال الرَّبُ يسوع: ” ومَثَـلُ ملكوت السَّموات كمَثَـل تاجرٍ كان يطلُبُ اللؤلؤَ الكريم، فوجدَ لؤلؤة ثمينة، فمضى وباع جميعَ ما يَملِك واشتراها ” (متى13: 45). يُرمز الى التاجر هنا بأنَّه المسيحُ نفسُه، فقد شَبَّهَ نفسه في مَثَل الكنز بإنسانٍ كان ماشياً في طريقه وبالصدفة وجد كنزاً مطموراً. ولا بُدَّ في هذا المَثَل أن هذا التاجر يمتلك خِبرةً ودِرايةً بالأشياء الثمينة، فسَعى للبحث عَن اللؤلؤ الكريم ليختار ما يُناسِبُه مِنه، وفي خِلال بحثِه وجدَ لؤلؤةً واحِدةً غالية الثمَن. ففي مَثَل الكنز وجدناه إنسانا آتياً الى العالَم بصِفتِه ابنَ داود بن ابراهيم، وعند رفضِه مِن بني اسرائيل خاصتِه غدا وكأنَّه حسبَ الظاهر بقيَ وحيداً لم يَعُد يملك شيئاً، ولكِنَّه وجدَ كنزاً مخفياً مِن قِبَل العناية الإلهية. أما في مَثَل اللؤلؤة فنتخَيّلُه في حالتِه السابقة لمجيئه الى العالَم. ولما حضِرَ الى العالم سَعَى للحصول على لآليء كريمة فوجدَ واحِدةً باهضة الثمن، فمَضَى وباعَ جميعَ ما يملِك واشترها. نستخلِـصُ مِن هَـذين المَـثَـلـين مَعْـنيَـين جَـميلـين مِن ناحية عَـمَل يسوع الفدائي، فقـد شَمَلَ الجميع بتعمـيـمِه، أما فوائـده فقد اقتصرَتْ على كُلِّ المؤمنين به. 1 – بذلَ يسوع المسيح نَفسَه فِداءً عَن سائر البشر على الإطلاق < وكما رفع موسى الحيَّةَ في البرية فكذلك يجب أن يُرفعَ ابن الإنسان لِتَكونَ به الحياة الأبدية لِكُلِّ مَن يؤمِن …> (يوحنا3: 14- 18) < أنا الخُبزُ الحَيُّ الذي نَزَلَ مِن السَّماء مَن يأكُلْ مِن هذا الخُبز يَحْيَ لِلأبد. والخُبزُ الذي سأُعطيه أنا هو جسدي أَبذِلُه لِيَحْيا العالَم > (يوحنا6: 51). < أما الآن فقد أُعلِنَ البِرُّالذي يمنحُه الله، مُستقلاً عَن الشريعة، ومشهوداً له من الشريعة والأنبياء … > (روما3: 21 – 26) < وكُلُّ شيءٍ هو مِن عند الله الذي صالَحَنا مع نفسِه بالمسيح، ثمَّ سَلَّـمَنا خِدمة هذه المُصالحة > (2قورنتوس5: 18 – 21) < إنَّ اللهَ واحِدٌ. والوسيط بين الله والناس واحِدٌ، وهو الإنسان المسيحُ يسوع الذي بَذَلَ نفسَه فِديةً عِوضاً عن الجميع، هذه شهادة تُؤَدَّى في أوقاتها الخاصة > (1طيمثاوس2: 5 – 6). وهناك شهاداتٌ أُخرى كثيرة جداً تؤيِّد هذه الحقيقة السامية، بأنَّ عدالة الله قد اكتفَتْ كُلِّياً بموتِ المسيح وكُلُّ الآتين الى الله عن طريق المسيح يُقـبَلون، فلنَكُن واثقين تماماً بذلك، حيث إنَّ هذه الحقيقة هي أساسُ تبشيرنا الراسخ بالخلاص للجميع. إنَّ دَم يسوع الذي سُفِكَ كُفّارةً عن خطايانا له قيمة ثمينة في نظر الآب السماوي، إذْ لو تابَ الخطأَة جميعاً مُلتجئينَ إليه لَـنالوا الخلاص، ويُسَر الله الآب بخلاصِهم وليس بهلاكِهِم < ولما اقتربَ فرأى المدينة “اورَشَليم” بكى عليها وقال: ” ليتَكِ عَرَفْتِ أنتِ ايضاً في هذا اليوم طريق السلام! … > (لوقا19: 41- 44) < أَحَـقّاُ أُسَرُّ بموتِ الشِّرّير يقول السيد الرَّب؟ أليس برُجوعِه عَن طُرُقِه الآثِمة فيحيا؟ > (حزقيال18: 23). هذه هي نتائج الإفتداءُ بالكفارة، فالمسيح قد اشترى بموتِه حَـقلَ العالَم، فينبغي على كُلِّ إنسان أن يستودِعَ نفسَه لدى مَن اشتراه. < وكما كان في الشعب قديماً أنبياءُ دَجّالون، كذلك سيكونُ بينكم أنتم ايضاً مُعَلِّمونَ دجّالون. هؤلاء سَيَدُسُّون بِدَعاً مُهلكة، ويُنكِرونَ السيد الذي اشتراهم لِنَفسِه. وبذلك يَجْلِبون على أنفسهم دماراً سريعاً. وكثيرون سيسيرون وراءَهم في طُرُق الإباحِيَّة. وبسببهم تُوَجَّه الإهانة الى طريق الحَق > (2بطرس2: 1- 2) وبناءً الى هذه الكُفّارة تَمَّ توجيه الدعوة الى الجميع < فقال له يسوع: ” صنع رَجُلٌ عشاءً فاخراً، ودعا إليه كثيراً مِن الناس. ثمَّ أرسل خادمَه ساعة العشاء يقولُ للمدعوين تعالوا، فقد أُعِدَّ العشاء… > (لوقا14: 16- 24). 2 – إنَّ يسوع المسيح قَبِل بالصلبِ نيابةً عن الذين يؤمنون به مُحَمِّلاً ذاتَه دينونةَ خطاياهم < وهو الذي حَـمَلَ خطايانا في جسدِه على الخشبة … > (1بُطرس2: 24).أيها الإخوة القراء الأعزاء إنَّ الوحيَ لا يقصدُ مِن الأمثال توضيح حقيقة الكنيسة وما لها مِن امتيازات باعتبارها جسدَ المسيح السِّري وعروسَه، فهذه الحقائق تمَّ الإعلانُ عنها بعد موت المسيح وقيامتِه وارتفاعِه داخلاً الى مجدِه وحلول الروح القدس في قديسيه انظر (اعمال الإصحاح 2). وإذْ إنَّنا الآن وقد عَرَفنا ما هي الكنيسة، فلا حَرِجَ علينا إنْ قلنا عنها أنَّها هي اللؤلؤة الواحدة الغالية الثمَن، التي أحَبَّها المسيح وفضَّلها على كُلِّ مِما اشترى العالَم < بما أَولَيتَه مِن سُلطانٍ على جميع البشر لِيَهَبَ الحياة الأبدية لجميع الذينَ وَهَبتَهم له. > (يوحنا17: 2) < إنَّه كُفّارةٌ لِخطايانا لا لِخطايانا وَحْدَها، بل لِخطايا العالَم أجمع. > (1يوحنا2: 2). فهذان المعنيان لعَـمَل الفداء اجتمعا معاً، فإنَّ الآب قد أولى الإبنَ سُلطاناً على كُلِّ جسدٍ بحسب المعنى الأول، وأعطى الإبن حياةً أبدية للذين أُعطوا له مِن الآب وفقاً لقصدِه الأزلي وهذا بحسب المعنى الثاني. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|