الإنسان بطبيعته متعجل في كلامه، يرغب في الحلول السريعة والتعامل مع الامور المنظورة، علاوة على أنه بسهولة ينخدع في من يظهرون غير ما يبطنون. فما أكثر الذين صدموا بسبب سوء اختيارهم لمن فضفضوا له، ومرت الأيام وندموا على البوح بما في نفوسهم له. ومن تكرار التجربة مع آخرين، شعروا أنهم اندفعوا بأحمالهم وألقوا أنفسهم في أحضان شائكة! فحصَّلوا وجعًا على وجع! وهذا أمر وارد، سواء في محيط أفراد العائلة أو الأصحاب. الشخص الذي يسمعك قد يسيء فهمك، أو يعجز عن مساعدتك، لكن الأصعب على نفسك أن يكوِّن عنك انطباعًا سلبيًا، أو يجيبك بجفاء أو غباء فيزيدك ألمًا وحيرة. ربما كتبت على أحد شبكات التواصل الإجتماعي ما يمكن أن يُصنَّف تحت مسمّى « فضفضة»، ووجدت أن البعض تعاطف معك وطيَّب خاطرك بكلمات رقيقة، بينما الآخرون أساءوا فهمك، حاسبين أن شكواك إدانة أو تذمر أو عدم إيمان؛ فجرَّحوك بتعليقاتهم أو بفلسفاتهم. تجنب محاولات ضبط المزاج بصورة مؤقتة عن طريق إستقاء النشوة - التي تهدئك إلى حين - بتعليقات الناس المعسولة وتعاطفهم الظاهري.