* سؤال من الأب نفسه إلى الشيخ الكبير نفسه: يعلّمنا يسوع الذي يبحث عن الخراف الضالة أيضًا كيف نبحث عن الراعي. أيها الأب، توجد كلمة واحدة أريد أن أسألك عنها: حيث إنه مكتوب: "اطلبوا الرب وقدرته، التمسوا وجهه دائمًا" (مز 105: 4)، فكيف يمكن لإنسانٍ خاطئ أن يلتمس الرب دائمًا؟ علِّمنا ذلك لأجل ذاك الذي جعلك حكيمًا، وذلك لكي نلتمس نحن أيضًا دائمًا وجه الرب. لأنّ له المجد إلى الأبد، آمين.
جواب القديس برصنوفيوس: يا أخ أوثيميوس، أتوسل إلى محبتك أن تتعب معي في الصلاة لله محب البشر، لأنّ محبتك طلبتْ مني أن أكتب لك عن كيف ينبغي أن نبحث عن الراعي. ومن أول يوم حتى الآن أنا أتوسل إلى الله بخصوص هذا السؤال، وهو يقول لي: ”نقِّ قلبك من أفكار الإنسان العتيق، وأنا أعطيك الإجابة على أسئلتك مجانًا، لأنّ عطاياي تجد في الأنقياء مكانًا فتُعطَى لهم. ولكن طالما أنّ قلبك يتحرك بالغضب، وتذكُّر الشر وأهواء الإنسان العتيق المشابهة؛ فإنّ الحكمة لا تدخل فيه. إن كنتَ ترغب في مواهبي بجدِّيّةٍ، فأطرح عنك أواني الغريب (اُنظرْ نح 13: 8)، فتأتيك أوانيَّ من ذاتها. ألم تسمع: "لا يقدر أحدٌ أن يخدم سيِّدين" (مت 6: 24)؟ فإن كنتَ تخدمني حينئذٍ لا تخدم الشيطان، وإن كنتَ تخدم الشيطان فلا تخدمني. وعلى ذلك، فإذا رغب أحدٌ أن يُحسَب مستحقًا لمواهبي، فعليه أن يُراعِي خطواتي، لأنني كحمل بلا عيب قبلتُ جميع الآلام دون أن أقاوم في شيءٍ (اُنظرْ إش53: 7)، وأنا أخبرتك أن تكون لك أُلفة (أو وداعة) مثل الحمام، وبدلًا من كل ذلك فأنت لك شراسة من أهواء الشهوات. فانظر إنني لم أقل لك: "اسلك بنور نارك" (إش 50: 11).
فردوس الآباء