ســـلام في كل الظـــروف
«دَخلَ أَلِيشَعُ البَيتَ وإِذا بِالصَّبيِّ مَيِّتٌ وَمُضْطَجعٌ علَى سَرِيرِهِ»
( 2ملوك 4: 32 )
نرى في هذا الأصحاح أليشع، الذي هو رمز للرب يسوع المسيح، كنبع للبركة لعائلتين. العائلة الأولى كانت فقيرة: أرملة مع ولدين تحت رحمة المُرابي عديم الرأفة. لكن كان لهذه الأرملة إيمان بالرب، وقد عرفت أن تلجأ إلى مَن قيل عنه إنه «أَبو اليتامَى وقَاضي الأَرامِلِ» ( مز 68: 5 ). والله في رحمته كثَّر زيتها القليل لتملأ كل الأوعية الفارغة. ومن الجانب الآخر فإننا نرى في الفقر والعبودية اللذين عانَت منهما هذه المرأة صورة لنا تحت الخطية. فنحن أيضًا قد باعتنا خطايانا للشيطان، ذلك المُرابي القاسي. لكن ملجأنا الوحيد هو أن نتحوَّل إلى الرب، وحينئذٍ سنُعطى قوة إلهية بالروح القدس، بحسب قياس إيماننا (الأوعية الفارغة)، ليس فقط لخلاص من نُحبُّهم، بل أيضًا للحياة المسيحية اليومية (ع7).
العائلة الثانية في هذا الأصحاح كانت مختلفة كثيرًا، فقد كانت عائلة غنية، لكنهم رحَّبوا برَجُل الله بكل بساطة وإخلاص، وقد شعر أليشع وهو معهم أنه في بيته، وكانوا سعداء جدًا حينما يميل إليهم. وأحلى امتياز لنا أن يُقيم الرب في بيوتنا، وفي قلوبنا، فنتمتع به، ونُريه كل شيء، ونُخبره بكل شيء، ونثق فيه في أعمق رغائبنا، ويعرف حاجتنا، وسيمنحها لنا إذا كانت بحسب مشيئته.
أعطى الرب للشونميَّة التقيَّة ابنًا، لكنه أراد أن يفعل شيئًا أكثر لأجلها؛ أراد أن يُعلِّمها «قُوَّةَ قيامَتهِ»، في قيامة ابنها ( في 3: 10 ). لنتأمل في المُخلِّص وهو في منزل مرثا في بيت عنيا، حيث كان يميل هناك من وقت لآخر، وكانوا يُرحِّبون به بكل احترام ومحبة، كما كانت الشونميَّة تُرحِّب بأليشع. لكن كان على عائلة بيت عنيا أن تعرف الرب يسوع باسم جديد: «القِيامَةُ والحيَاةُ» ( يو 11: 25 ). لم يكن الرب يسوع هناك عندما مات لعازر، ربما بَدا تأخيره عدم اهتمام، لكن الإيمان لا بدّ أن يُمتَحن، هكذا كان الأمر أيضًا مع الشونميَّة. لقد قالت: «سَلاَمٌ» رغم كل ما حدث معها. ونحن أيضًا ليتنا – في وسط كل متاعبنا – نتذكَّر هذه الكلمات المُمتلئة بالثقة: «سَلاَمٌ». وفي عبرانيين 11 أصحاح الإيمان نقرأ بالإيمان «أَخذَت نِسَاءٌ أَمواتَهُنَّ بقيامَةٍ» ( عب 11: 35 )، وهذا ينطبق على أرملة صرفة صيدا (1مل17)، وعلى الشونميَّة المغبوطة. لكن ما أعظم التباين بين هذه المعجزة وما نراه عند قبر لعازر، فربّ الحياة، بكلمة بسيطة، يُقيم إنسانًا ميتًا منذ أربعة أيام. وقريبًا جدًا سيسمع جميع الراقدين بيسوع ”هتاف“ ذاك الذي قهر الموت، وسيقومون بقوة من بين الأموات ( 1تس 4: 16 ).