رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
دانيآل (دانيآل١)، رحبعام (١ملوك١٢). اقرأ القصتين من فضلك. كانت الظروف، بكل المقاييس، في صالح رحبعام؛ فقد ورث عرشًا من أبيه الملك سليمان بكل عِزِّه، والشعب على وشك أن يملّكه عليه. بينما دانيآل مأسور من بلده إلى بلد مليئة بالشر والظلم والقهر، لا يملك أمر نفسه، وليس له من يلجأ إليه للنصيحة. كل الظروف كانت ضده. أما التحدي أمام دانيآل فكان أصعب بما لا يُقاس؛ فالملك يريد أن يغيِّر ثقافتهم، وأسماءهم، وطعامهم، الأمر الذي يتضمن أن يدفعه لأكل ما نهي عنه الناموس مما ذًبح لأوثان. كانت خطة شيطانية لإبعاده عن الله، ينفذها ملك شديد القسوة يخافه حتى المقربين منه. أما رحبعام فكل المطلوب منه كان أن يخفض الضرائب على الشعب فيخضعوا له بكل سرور. لم يكن هناك ما يهدّده من أي جانب، والعقل والمنطق كانا في صالح أن يقبل مطلبًا عادلاً كهذا من شعبه. لم يقبل رحبعام المشورة الحكيمة، من أولئك الذين تعلّموا الحكمة من أبيه، بأن يوافق الشعب فيربحهم، وتأثَّر برفقائه، بزهوهم وميل قلوبهم المتكبر، والذين أشاروا عليه بتصرف صبياني أن يرد بعنف وعنجهية (كل ما سبق صفات غير ناضجة جمعتهم كمجموعة). لقد اتخذ رحبعام قراره بالخضوع لضغط الأقران. «أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ»، ولاحظ “أما” بجمالها: تميزها وانفصالها، وعدم خضوعها لضغوط ضد المبادئ. النتيجة بالنسبة لدانيآل ورفقائه: «وَأَعْطَى اللهُ دَانِيآلَ نِعْمَةً وَرَحْمَةً عِنْدَ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ (فاستطاعوا المواجهة)... أَعْطَاهُمُ اللهُ مَعْرِفَةً وَعَقْلاً... وَجَدَهُمْ عَشَرَةَ أَضْعَافٍ فَوْقَ كُلِّ الْمَجُوسِ وَالسَّحَرَةِ الَّذِينَ فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ. وَكَانَ دَانِيآلُ (ناجحًا وعلى القمة) إِلَى السَّنَةِ الأُولَى لِكُورَشَ الْمَلِكِ (أي بعد عدة ممالك وملوك وأكثر من ٧٠ سنة!!)». بينما خسر رحبعام ٨٣٪ من مملكته (١٠ أسباط من ١٢)، ولولا وعد الله لجده داود لما بقي له السبطان!! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|