بعد هذا امتلأت نفس موسى بالحساب المضبوط «حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ». هل فكرت في هذه العبارة: «عَارَ الْمَسِيحِ»؟ إن موسى ولا شك لم يكن ليُدرك شيئًا يُذكر عن إتيان الرب يسوع إلى العالم كمسيح الله، ولكن كاتب الرسالة إلى العبرانيين يريد أن يؤكد لنا أن حياة إنكار النفس واحتقار الأشياء الدنيوية، هذه الحياة الكريمة التي أرادها موسى لنفسه، وسلك فيها باختياره، كانت تتفق مع طريق التلمذة الصحيحة للمسيح. ثم يقول عنه «لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ». وهذا عين ما حسبه بولس عندما قال: «إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي» ( في 3: 8 ).