رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الملك القدير رَفَعَتِ الأَنْهَارُ يَا رَبُّ، رَفَعَتِ الأَنْهَارُ صَوْتَهَا. تَرْفَعُ الأَنْهَارُ عَجِيجَهَا [3]. هنا تشير الأنهار التي ترفع صوتها بأمواجها إلى الأمم الكثيرة الثائرة ضده. إنها كأمواج الأنهار القديمة والمستمرة، ولا تتوقف في هذه الحياة. ماذا يمكن لأمواج النهر أن تفعل في مملكة المسيح، فإنه يسير على الأمواج، ويأمرها فتطيعه. يرى القديس جيروم أن الأنهار بمياهها الحلوة تشير إلى الكرازة المستمرة في العالم بواسطة خدام الله في العهدين القديم والجديد. * اعتقد أن الأنهار التي تفيض بالمياه على العالم هي الأعمال الرسولية والنبوية. "رفعت الأنهار صوتها"، تنشر تسبيح الرب ومجده، تعلن عن أحكامه في العالم. "في كل الأرض خرج منطقهم، وإلى أقطار المسكونة رسالتهم" (راجع مز 19: 4). "أكثر قوة من أصوات مياه كثيرة". أصوات المياه الكثيرة تعلن لنا ثلاثة أسرار. لنرى ما هي هذه: "أكثر قوة من أصوات مياه كثيرة، أكثر قوة من أمواج البحر المنكسرة، قوي في الأعالي هو الرب" القديس جيروم * "رفعت الأنهار صوتها"... لم نسمع صوت الأنهار؛ حتى عندما وُلد ربنا لم نسمعها تتكلم، ولا عندما اعتمد، ولا عندما تألم لم نسمع تلك الأنهار تتكلم. إنها ليست فقط رفعت صوتها... وإنما بشجاعة، بقوةٍ، بصوتٍ عالٍ. ما هذه الأنهار التي تتكلم... الروح نفسه نهر قدير، منه تمتلئ الأنهار. يقول المرتل عن هذا النهر في موضع آخر: "نهر سواقيه تفرح مدينة الله" (مز 46: 4). صارت الأنهار تفيض من بطن التلاميذ عندما قبلوا الروح القدس. هم أنفسهم كانوا أنهارًا، عندما قبلوا الروح القدس. القديس أغسطينوس * (الأنهار هي) رسله القديسون والمبشرون وسائر الذين ضارعوا النهر الذي يُسر مدينة الله. فهم يُدعون أنهارًا، وقد رفعت أذهانها وأفكارها إلى الله، ثم رفعت أصواتها وأخبرت العالم بما رأت عقولها. والأنهار أيضًا هي مواهب الروح القدس كما جاء في الأصحاح السابع من بشارة يوحنا الإنجيلي، قوله: "من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7: 38). قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، هذه المواهب قد رفعت أصواتها، أي ظهرت وأُعلنت في كافة الأرض. أيضًا هي أنهار أقوال الكتب الإلهية التي تحققت. الأب أنسيمُس الأورشليمي مِنْ أَصْوَاتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ، مِنْ غِمَارِ أَمْوَاجِ الْبَحْرِ الرَّبُّ فِي الْعُلَى أَقْدَرُ [4]. إن كانت المقاومة ضد الله مستمرة من الشعوب، فهي كضجيج الأمواج، لكن الله القدير أعظم! جاء عن الترجمتين السبعينية والقبطية: "عجيبة هي أهوال البحر. عجيب هو الرب في الأعالي". وقد جاءت هذه العبارة تكمل العبارة السابقة "رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار صوتها من صوت مياه كثيرة" [3]. هذا ما تحقق بصورة رائعة في كنيسة العهد الجديد. ولعل المثل الفريد والرائع هو لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية، فقد كانت جزءًا من البحر الثائر ومياه الأمم المُرة. التقت بذاك الذي وعد: "إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يو 7: 37-38). ماذا فعل السيد المسيح بالمرأة العطشى لأن مياهها مالحة لا تقدر أن ترتوي ولا تروي أحدًا؟ لقد حوَّلها من بحر مالح ثائر بأمواجه المهلكة إلى نهر مفرح، رفع قلبها وعقلها وكل أعماقها إليه فأدركت الأمور الإلهية السماوية، وعندئذ رفعت صوتها إلى مدينة سوخار التي للسامريين، فجعلت من شعبها أنهارًا عذبة، وتحولوا إلى بيت الله الذي يليق به القداسة. هذا هو العجيب. حقًا مسيحنا الرب الذي في العلي أقدر من البحار الثائرة بأمواجها لا بتهدئتها بل بجعلها أنهارًا عذبة تفرَّح مدينة الله. يرى القديس جيروم أن الأعمال الرسولية والنبوية تهب المؤمن سلطانًا أعظم من صوت مياه كثيرة وأقوى من أمواج البحر التي لا تتوقف، وأن سرّ هذا السلطان أو هذه القوة هو الرب الذي في الأعالي واهب القداسة للمؤمن. إن كانت الخطية قد أفسدت إمكانية الإنسان. وحطمت سلطانه، ونزعت عنه القدرة على التطلع إلى السماء، فإن ربنا يسوع يهبنا القداسة، فننعم بقوة فائقة. يرى الأب أنسيمُس الأورشليمي أنه كما هاجت الأمواج على التلاميذ فهدأها السيد المسيح، هكذا تهيج غمار أمواج البحر أي الشعوب وتقاوم المؤمنين وتضطهدهم، ولكن ربنا بقدرته العجيبة يجعلها هادئة. وفي نفس الوقت يعطي قوة للمؤمنين كأنهار ترفع عقول المضطهدين إلى السماء، وهذا هو الأعجب! * ارتفاعات البحر هي العالم أي الأمم التي أصلحتها المياه الكثيرة أعني بها تعاليم الرسل والإنجيليين، وصيرتهم مؤمنين المسيح، وصاروا عجيبين. الأب أنسيمُس الأورشليمي * لتثر الأمواج كما تشاء. ليزأر البحر كيفما أراد. غمار أمواج البحر بالحقيقة قوية؛ قوية هي التهديدات؛ قوية هي الاضطهادات. لكن انظروا ماذا يتبع ذلك: "الرب في العلي أقدر"... كان البحر مضطربًا، وكانت الأمواج تلطم القارب. القارب هو الكنيسة، والبحر هو العالم. جاء الرب وسار على البحر وهدَّأ الأمواج. كيف مشى الرب على البحر؟ فوق رؤوس تلك الأمواج الثائرة القوية. آمن الرؤساء والملوك ، وخضعوا للمسيح. لذلك لا تخافوا، لأن الرب في العلى أقدر. القديس أغسطينوس |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 114| الله القائد القدير |
مزمور 107 | لك المجد أيها المُخَلِّص القدير |
مزمور 107 | سلطان المُخَلِّص القدير بلا حدود |
ابي الملك القدير |
يسوع الطفل الصغير ام الملك القدير |