هل من شيء أبرع جمالاً من هذه النعمة؟ ذلك السَيِّد الرحيم المُحب الأمين، وهو عالم بخطية بطرس الشنيعة، وعارف بكل ما كان سيحدث منه، نراه يتشفع لأجله، حتى - رغمًا عن كل ما كان سيحدث من إنكار ولعن وحلف ونسيان - لا تتزعزع ثقته ولا يفقد اليقين بالثبات الأبدي لتلك النعمة التي انتشلته من أعماق خرابه وشرَّه. يا لها من نعمة ليس لها مثيل! حقًا إنه لا يوجد شيء يضارع ما فيها من جمال وبركة. لو لم تكن هذه الصلاة، لضاعت حتمًا ثقة بطرس، وما كان ممكنًا له أبدًا أن يتغلَّب ويخرج منتصرًا من ذلك الصـراع العنيف الذي كانت ستجوز فيه نفسه. ولكن شكرًا وحمدًا لإلهنا فالعدو لا يمكنه أن يفوز «إِلى هُنا تأتِي ولا تتعَدَّى» ( أي 11: 38 ). فإنَّ تداخل شفيعنا الإلهي الكُلِّي القدرة، ربنا يسوع، الذي يحفظ الإيمان في وسط امتحانه المُرّ، يحمل النفس فوق المياه العميقة المُظلمة، ويعيد حلقة الاتصال المُنكسـرة، ويشفي الجراح الروحية، ويُقيم الساقط، ويرُّد الضال، ويملأ القلب بالشكر والمديح.