يلزمنا بالطبع أن نتمسك بحقيقتين متلازمتين معاً، وهما: (1) بدون نعمة الله وعمل الرب نفسه فينا، فأننا لن نستطيع بل ويستحيل علينا – بشكل مطلق – أن نصنع أو نعمل أي شيء يخص الحياة الروحية: "أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئا" (يوحنا 15: 5)
(2) وأيضاً، بدون تعاوننا الإرادي من جهة تلبية دعوة الله واستجابتنا لافتقاده لنفوسنا بالطاعة والخضوع للروح القدس، فإن الله لن يستطيع أن يعمل شيئاً فينا لأنه قال عن أورشليم وهو يبكيها: يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها، كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تُريدوا" (متى 23: 37)، ولذلك يقول القديس مقاريوس الكبير مختبر حياة التقوى: [إرادة الإنسان شرط أساسي، لأنه بدونها فإن الله لا يعمل شيئاً].