فالحب، كما هوَّ معروف، ينتظر منه الإنسان سعادة مطلقة

[Mary Naeem]

خبرة الحب:
فالحب، كما هوَّ معروف، ينتظر منه الإنسان سعادة مطلقة، دائمة، وبخاصة إذا كان هذا الإنسان رومانسي بطبعه، ولكن يجد هذا الإنسان – بعد قصة حب قوية وبعد أحلام رومانسية استمرت طويلاً – أنه أُصيب بخيبة أمل في حبه، فالمحبوب، مهما سمت صفاته، بشر وليس إلهاً، لذا لا يمكنه أن يقدم لمحبوبة السعادة الفردوسية الكاملة التي يحلم بها.
فتصور الإنسان عن الحب الحقيقي هو أنه يسعى إلى شركة بين الحبيبين شركة كاملة، شركة تامة عميقة وخالدة، ولكنه يصطدم بالواقع العملي، واقع السأم الذي تولده العادة، أو الأنانية التي يسعى فيها المحب أو المحبوب لإرضاء نفسه دون الآخر، وتحقيق رغباته دون الآخر، وبذلك ينهار معنى الحب والزواج في عينيه، وذلك مثل من يسير غارقاً في أفكاره الحالمة وتصطدم قدميه بحجر يؤلمه بشده ويجعله ينسى أفكاره كلها بسبب الألم الشديد الذي أصابه.