الإنسان مكوّن من جسد واحد وروح واحدة وهذا ما يكوّن ذات كلّ إنسان. والدعوات التي تدعو الى وحدة الانسان مع نفسه هي متعددة. في البدء قال سقراط:"إعرف نفسك"، قبل أن يسعى الانسان الى الوحدة مع ذاته عليه أن يعرف ذاته خير معرفة.
عليه أن يعرف مكونات ذاته المتعددة: الناحية العاطفية، الناحية الانسانية، الناحية الروحية، الناحية العلائقية، الناحية الاجتماعية، الناحية السيكولوجية، الناحية الوطنية، الناحية الباطنية الداخلية،... وإنه مكوّن من جميع هذه المكوّنات التي تشكل ذاته الفريدة.
وهنا تكمن المشكلة عندما يضيع التوازن بين كل هذه العناصر أو عندما يقوى عنصر على آخر أو على حسابه بحيث ينمّي الانسان ويطوّر ناحية من هذه النواحي ويهمل الاخرى. إذًا الدعوة موجهة لكلّ انسان الى أن يسافر الى أعمق مكان في ذاته ليبحث عن الكنوز المدفونة، لأنه إذا اعتقد وجود الكنوز خارج ذاته فإنه يسافر بعيدًا الى الخارج فلا يجد شيئاً.