منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 06 - 2023, 11:33 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

دانيال النبي| تمتعه بالرؤيا


تمتعه بالرؤيا:

أ. فترة صوم وندامة:

"في تلك الأيام أنا دانيال كنت نائحًا ثلاثة أسابيع أيام،
لم آكل طعامًا شهيًا، ولم يدخل في فمي لحم ولا خمر،
ولم أُدهن حتى تمت ثلاثة أسابيع أيام" [2].
صام دانيال ثلاثة أسابيع كاملة، لم يأكل طعامًا شهيًا ولم يتطيب بدهنٍ، لأن كورش انشغل بالحرب ضد السكيثيِّين Scythians، فترك منطقة آسيا الصغرى، وقام ابنه قمبيز Campyses بمقاومة إعادة بناء الهيكل والمدينة المقدسة أورشليم. حقًا لقد عاد البعض إلى أرض الموعد، لكنهم صاروا في عارٍ وخزي، غير قادرين على إعادة الحياة الروحية في بلدهم. ولعله أيضًا سمع عن عدم مبالاة الراجعين إلى أورشليم بشأن بناء الهيكل؛ بيت الرب.
يميِّز بين الأسبوع في الرؤيا السابقة كرمزٍ لسبع سنوات وبين الأسبوع هنا إذ يدعوه "أسبوع أيام"، أي بمعناه الحرفي لا الرمزي.
في الأصحاح الأول من السفر رأيناه ممتنعًا عن أطايب الملك، مكتفيًا بأكل البقول، هل عاد ليأكل اللحم ويشرب الخمر؟ لا يعني النص هكذا، لكنه مع امتناعه عن أطايب الملك سابقًا الآن يرفض كل طعامٍ شهيّ حتى في بيته الخاص، ليقدم صومًا صارمًا من أجل شعبه.
يهاجم البعض الصوم الكنسي كأنه بلا هدف، وأنه لا حاجة إليه إلاَّ عند الضرورة كما حدث هنا بالنسبة لدانيال النبي. يُرد على ذلك أن دانيال كان رجل صلاة مع صوم منذ قدم لنا سيرته في الأصحاح الأول. حقًا كان لصومه هدفه، وأيضًا لصلاته، لكننا لم نسمع عنه أنه توقف عن الصلاة حتى متى حلت الضيقة يُصلِّي. لقد قدم لنا صلاته واعترافه في وقت الضيق، هذا لم يمنعه عن الصلاة ثلاث مرات يوميًا. هكذا بالنسبة للصوم الكنسي، فإننا في حاجة إليه بجانب الأصوام الخاصة عند حلول ضيقة معينة. إنما ما يجب التأكيد عليه هو وجود هدفٍ روحي واضح لا للأصوام الكنسية فحسب، بل ولكل عبادتنا.
مع امتناع دانيال النبي عن اللحم والخمر امتنع أيضًا عن كل طعامٍ شهي، هكذا يليق بنا في أصوامنا مع امتناعنا عن المنتجات الحيوانية أن نمتنع عن كل طعامٍ شهي حتى وإن كان نباتيًا، فلا نأكل بشهوة، حتى وإن كان خبزًا جافًا.
ارتبط صوم دانيال بالصلاة والاعتراف بخطاياه، لأن الصوم هو تهيئة للنفس للحديث مع إلهها، وليس هدفًا في ذاته. وقد ربط السيِّد بينهما بقوله: "وأما هذا الجنس فلا يخرج إلاَّ بالصلاة والصوم" (مت 17: 21).
* على أي الأحوال إذ مارس دانيال، رجل الرغبات، السيطرة على شهواته، صارت له سيطرة على مملكة الكلدانيِّين، فطرح أصنامهم، وأهلك التنِّين، وروَّض الأسود، وبشر بالتجسد، وفسَّر الأسرار الخفية (دا 5: 9، 14).
القديس باسيليوس الكبير
* وماذا عن دانيال؟ كيف نال التأمُّل في العجائب؟ ألم يحدث هذا بعد صوم عشرين يومًا؟!
القديس باسيليوس الكبير




"وفي اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول إذ كنت على جانب النهر العظيم هو دَجلة" [4].
يرى البعض أنه رأى نفسه في الرؤيا على شاطئ نهر الدجلة، ولم يكن بالفعل هكذا، ولا قاطنًا في هذه المنطقة، وإن كان البعض الآخر يرون أنه بعد ثلاثة أسابيع من الصوم كان دانيال بجوار النهر العظيم (دجلة) يتمشَّى على شاطئ النهر يتأمل في الله ومعاملاته، كما كان اسحق يتمشَّى في الحقل.
عند نهر خابور رأى حزقيال النبي رؤياه العظيمة (حز1)، وعند مجاري نهر الأردن انفتحت السموات لترى ربنا ومخلِصنا يعتمد... هكذا إذ نجلس بجوار مياه المعمودية، ونقبل عمل روح الله فينا، وندرك بنوتنا لله ننال رؤيا جديدة في أعماقنا، ونكتشف تجلِّي ابن الله الوحيد الجنس في أعماقنا. نراه كمن على عرشه يهبنا عربون مجده السماوي إلى أن نلتقي به وجهًا لوجه فننعم بشركة أمجاده وميراثه الأبدي.
عوض العيد كان دانيال حزينًا وصائمًا، لا يأكل لحمًا ولا يشرب خمرًا، ولا يدهن بزيت كعادة الفارسيِّين. ظهرت له الرؤيا وهو في مناحة يبكي على خطايا شعبه.
منذ عامين كان قد سمح كورش للراغبين من اليهود أن يعودوا إلى أورشليم، لكن قلة قبلت ذلك. لأن كثيرين فضلوا البقاء في بابل يمارسون أعمالهم التجارية، ويهتمون بالمكاسب المادية عِوض إنفاق ما لديهم على عودتهم مع أسرهم للبدء في مشاريع جديدة بأرض الموعد. هذا ما أحزن دانيال النبي الذي بقي في السبي، ليس طمعًا في مركزٍ أو مكسبٍ، وإنما لخدمة الذين لم يرجعوا بعد. ولعل ما أحزنه أيضًا أنه سمع عن تراخي الذين عادوا إلى أورشليم في بناء هيكل الرب، مهتمين ببناء بيوتهم الخاصة حاسبين أنه لم يأتِ بعد الوقت للبناء. هذا ما أحزن قلب حجي النبي أيضًا، إذ جاءته كلمة الرب: "هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المغشاة، وهذا البيت خراب؟!" (حج 1: 4).
كانت هذه الرؤيا في اليوم الرابع والعشرين من الشهر الأول، أي في عيد الفطير (خر 12: 18) الذي يأتي بعد الفصح مباشرة لمدة أسبوع.
"رفعت ونظرت فإذا برجلٍ لابسٍ كتانًا وحقواه متنطِّقان بذهب أُوفاز.
وجسمه كالزبرجد، ووجهه كمنظر البرق،
وعيناه كمصباحيّ نار،
وذراعاه ورجلاه كعين النحاس المصقول،
وصوت كلامه كصوت جمهور" [5-6].
يرى البعض أن كلمة أوفاز Uphaz صفة تعني "نقيًا"، بينما يرى البعض أنها تُشير إلى منطقة معينة كما جاء في إرميا "ذهب من أوفاز" (إر 10: 9)، ويترجمها البعض "أوفير" Ophir.
يرى البعض أن اللباس الكتاني هنا يُشير إلى كهنوت السيِّد المسيح، والمنطقة الذهبية إلى العمل الرعوي للسيِّد المسيح. فقد اعتادوا في الشرق أن يلبسوا مناطق على الحقوين، لأن ثيابهم طويلة تبلغ إلى القدمين فتعوق حركتهم. فالمنطقة ترفع الثوب وتساعد الإنسان على الخدمة وسرعة الحركة.
جسمه كالزبرجد، وكما يقول القديس جيروم: [إنها إحدى الحجارة الكريمة الإثنتي عشرة التي توضع على صدرة رئيس الكهنة(248) إن كانت الحجارة الكريمة تُشير إلى الأسباط الاثني عشر فيقف رئيس الكهنة أمام الله يشفع فيهم، ويحملهم بالحب على صدره لينعموا بالحضرة الإلهية. فإننا وقد صرنا سبطًا واحدًا، ننتسب إلى سبط يهوذا (روحيًا)، وصرنا أعضاء في جسد السيِّد المسيح. فإننا لا نجد أنفسنا على صدرية المخلِّص، بل بالحري أعضاء جسده، لنا حق الدخول إلى الأقداس السماوية مع الرأس السماوي.
كان صوته كصوتِ جمهورٍ عظيم سمعه دانيال النبي وفهمه بينما هرب من معه ولم يفهموا شيئًا من الصوت. هذا ما حدث مع شاول الطرسوسي في الطريق إلى دمشق حيث رأى وسمع، فتحدث مع يسوع المسيح الذي ظهر له في السماء، أما الذين حوله فرأوا وكأنهم لم يروا وسمعوا صوتًا ولم يفهموا شيئًا؛ لذا حُسبوا كأنهم لم يروا ولم يسمعوا (أع 9: 7؛ 22: 9).
شاهد دانيال النبي شخصًا أوصافه تطابق ما ورد عن السيِّد المسيح في رؤيا القديس يوحنا اللاهوتي (رؤ 1: 13-15). يرى البعض أنه نظر ملاكًا قديرًا، بينما يرى آخرون أنه كلمة الله قبل التجسد(249). فإنه إذ كان نائحًا على خطايا شعبه ظهر له ذاك الذي يحمل خطايا العالم كله.
* يقول: "رفعت (عيني) ونظرت فإذا برجل لابسٍ كتانًا" [5]. في الرؤيا الأولى يقول: "أنظر، قد أُرسل الملاك جبرائيل"، أما هنا فالأمر مختلف، إذ يرى الرب ليس إنسانًا كاملًا وإنما في شكل إنسانٍ...
ارتداؤه لباسًا مختلف الألوان يُشير رمزيًا إلى تنوُّع النعم التي لدعوتنا. لقد صُنع اللباس الكهنوتي من ألوان مختلفة، لأن أممًا متنوِّعة تنتظر مجيء المسيح لكي نصير (جسدًا واحدًا) بألوان متباينة.
يقول "وحقواه متنطقتان بذهب أوفاز" [5]. كلمة "أوفاز" انتقلت عن العبرية إلى اليونانية لتعني ذهبًا نقيًا. لقد تمنطق حول حقويه بمنطقة طاهرة. كان على "الكلمة" أن يحملنا ويربطنا به كمنطقة حول جسده بحبّه الخاص، الجسد الكامل، أما نحن فأعضاء جسده المتحد معًا، ونقوم بالكلمة نفسه.
"وجسمه مثل Tharses (كالزبرجد)". كلمة Tharses تُفسر "إثيوبيِّين". أو "من الصعب التعرُّف عليه". هكذا أعلن النبي مقدمًا، مؤكدًا أن الجسد سيُعلن في العالم، لكن كثيرين يجدون صعوبة في التعرُّف عليه.
"ووجهه كمنظر البرق وعيناه كمصباحيّ نار". فإنه يليق بقوة الكلمة الناري والقضاء أن يُعلن مقدمًا عن ممارسته لنار (دينونته)، فيضيء بالعدل على الأشرار ويهلكهم.
يضيف أيضًا هذه الكلمات: "وذراعاه وقدماه مثل نحاس لامع" ليظهر الدعوة الأولى والثانية للبشر، أي للأمم. "فإن الآخرين يكونون كالأولين"؛ إذ أُقيم حكّامك كما في البداية. "وكان صوته كصوت جماهير كثيرة" (إش 1: 26، رؤ 19: 6). فإننا نحن جميعًا ننطق بأمور مُتنبأ عنها، ننطق بفمه عن الأمور التي عينها هو.
القديس هيبوليتس الروماني




"فرأيت أنا دانيال الرؤيا وحدي،
والرجال الذين كانوا معي لم يروا الرؤيا،
لكن وقع عليهم ارتعاد عظيم، فهربوا ليختبئوا.
فبقيت أنا وحدي ورأيت هذه الرؤيا العظيمة،
ولم تبقَ فيَّ قوة، ونضارتي تحوَّلت فيَّ إلى فساد،
ولم أضبط قوة.
وسمعت صوت كلامه،
ولما سمعت صوت كلامه،
كنت مسبَّخًا على وجهي ووجهي إلى الأرض" [7-9].
أدرك دانيال -وهو أفضل من كان في زمانه- أن كماله قد تحوَّل كما إلى فسادٍ، فلم يفتخر ببرٍ ذاتي، هذا الذي يُحسب كخرقة الطامث (إش 64: 6). إذ غلبه مجد الرب سقط النبي على الأرض كمن قد فقد وعيه وخارت قواه تمامًا، لكنه أدرك صوت الرب.
وقع خوف على الذين كانوا مع دانيال النبي وهربوا ليختبئوا؛ ربما رأوا شيئًا غريبًا، لكنهم لم يُميِّزوا الرؤيا فارتعبوا. لقد سمح لهم الله بهذا لئلاَّ يظن أحد أن ما أعلنه دانيال كان وهمًا أو تخيُّلًا. لقد اُختير دون غيره ليصير معلِّمًا يكشف عن أسرار الله ويتقبل المعرفة الإلهية لحساب الجماعة كلها، لكنه كان محتاجًا إلى من يشهد له أنه مدعو لعملٍ إلهيٍ فائقٍ.
كرر أكثر من مرة أنه رأى ليؤكد أن ما ينطق به هو حقيقة شاهدها حقًا، ويدعو الرؤيا عظيمة لكي يلفت أنظارنا فنهتم بها.
ارتعد دانيال وفقد قوته الجسمية، حتى صار كميِّتٍ فاسدٍ بلا حياة... الله لا يُريد لنا نحن أولاده هذا الضعف الشديد، لكنه يسمح لنا بذلك إن كان فيه نفعنا. لأنه أحيانًا إذ نكون في كامل صحتنا لا نبالي بالصوت الإلهي، ولا نتمتع برؤيا سماوية داخلية، لذا يسمح لنا بالضعف الجسدي إلى حين ليسحب طاقاتنا الداخلية إلى رسالة سماوية معينة. إن كانت الرؤيا قد أرعبت دانيال، لكن الصوت السماوي أعطاه طمأنينة وسلامًا، ولمسات يده ملأته قوة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دانيال النبي| يا سيِّدي، بالرؤيا انقلبت على أوجاعي
دانيال النبي| يا سيِّدي، بالرؤيا انقلبت على أوجاعي
دانيال النبي| امتناع دانيال النبي عن اللحم والخمر
دانيال النبي | استخدم دانيال النبي أكثر من تعبير في اعترافه بالخطايا
دانيال النبي | يهيئ دانيال النبي نبوخذنصَّر للتوبة


الساعة الآن 06:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024