"فوجهت وجهي إلى الله السيِّد، طالبًا بالصلاة والتضرعات، بالصوم والمسح والرماد" [3].
الصلاة بالنسبة لدانيال ليست عملًا روتينيًا أو واجبًا يلتزم به، إنما هي تمتع برؤية وجه الله بعينيْ القلب، إذ يقول: "وجّهت وجهي إلى الله"، حتى يدخل معه في حوارٍ، بروح الحب والاتضاع. بهذا حقق ما قاله سليمان الحكيم يوم تدشين بيت الرب: "إذا أخطأوا إليك، لأنه ليس إنسان لا يخطئ، وغضبت عليهم ودفعتهم أمام العدو، وسباهم سابوهم إلى أرض العدو، بعيدة أو قريبة، فإذا ردوا إلى قلوبهم في الأرض التي يُسبون إليها، ورجعوا وتضرعوا إليك في أرض سبيهم، قائلين: قد أخطأنا وعوِّجنا وأذنبنا، ورجعوا إليك من كل قلوبهم، ومن كل أنفسهم في أرض أعدائهم الذين سبوهم، وصلُّوا إليك نحو أرضهم التي أعطيت لآبائهم، نحو المدينة التي اخترت، والبيت الذي بنيت لاسمك، فاسمع في السماء..." (1 مل 8: 46-48).