منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 27 - 05 - 2023, 10:29 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,622

دانيال النبي | الكتابة على الحائط



الكتابة على الحائط:

"في تلك الساعة، ظهرت أصابع يد إنسان،
وكتبت بإزاء النبراس (المنارة) على مكلس حائط قصر الملك،
والملك ينظر طرف اليد" [5].
يعلق القديس جيروم على تعبير: "في تلك الساعة" قائلًا: بأن اليد قد ظهرت في نفس الساعة ليعلن الله أن ما يحدث هو تأديب بسبب تجديفه وليس لسبب آخر.
واضح أن الحفل كان ليلًا حيث وُجدت المنارات، وأنه استمر حتى منتصف الليل حيث استولى كورش على بابل.
ظهرت اليد للملك دون العظماء، لهذا ارتبك جدًا وارتعب، فارتعب العظماء معه، دون أن يروا شيئًا.
يقول القديس جيروم أن الكتابة جاءت على حائط القصر الملكي لكي يدرك الملك أن المكتوب يخصه شخصيًا .




"حينئذ تغيرت هيئة الملك، وأفزعته أفكاره،
وانحلت خرز حقويْه، واصطكت ركبتاه" [6].
منذ لحظات كان الملك يظن في نفسه إلهًا جبارًا، يسخر بالله الحقيقي ويُدنس مقدساته، مسبحًا الأوثان. الآن يأخذ موقف المتهم الذليل، ويدرك أن الله هو الديان الحقيقي. انحلت قوى الملك الجسمانية، وارتبك فكره، وفقد اتزانه وكرامته بين المدعوين للحفل. صار في موقفٍ لا يُحسد عليه.
فصرخ الملك بشدةٍ لإدخال السحرة والكلدانيين والمنجمين.




فأجاب الملك وقال لحكماء بابل:
أي رجل يقرأ هذه الكتابة، ويُبين ليّ تفسيرها،
فإنه يلبس الأرجوان، وقلادةٍ من ذهب في عنقه،
ويتسلط ثالثًا في المملكة" [7].
شعر الملك أن جراحات عقله خطيرة، فاستدعى السحرة والحكماء والمنجمين لعله يجد دواءً لأعماقه، لكنه كان يشعر أنه ليس لجراحاته شفاء، وأنه لن يفلت من يديّ القدير. لقد نسيَ أنه ملك يُقيم وليمة للعظماء، فأرسل يستدعي هؤلاء الرجال على وجه السرعة، ليدخلوا إليه وهو بعد في الوليمة. لقد صرخ بشدة، الأمر الذي لا يليق بصاحب سلطان! لقد فقد أعصابه تمامًا!
لماذا لم يُستدع دانيال؟

1. ربما لأنه كان قد شاخ فأُحيل على المعاش.
2. ما ناله دانيال من كرامة من نبوخذنصَّر أثار - على مدى الوقت - أحقاد الحكماء البابليين، إذ شعروا أن رجلًا غريب الجنس مسبيًّا قد فاقهم جميعًا، فبذلوا كل الجهد بعد موت نبوخذنصَّر على استبعاده من القصر، حتى ينساه رجال القصر تمامًا، وقد وجد ذلك استطيابًا في قلب دانيال النبي الذي لا يُريد أن يُحصَى مع المجوس، وأن يكون كبيرهم. وفي نفس الوقت شوَّهوا صورة الشعب اليهودي وعبادتهم لدى الملك. هذا يظهر بوضوح مما فعله الملك عندما أقام الوليمة وأراد تدنيس المُقدسات الإلهية مع تمجيد أوثانه. هكذا استطاعوا أن يزيلوا كل أثر لدانيال على القصر الملكي.
3. مع كل ما حلّ به لم يُراجع الملك نفسه، ويفحص تصرفاته. لقد دنس مقدسات الله ومجد أوثانه، فكان يليق به أن يبحث عن رجل الله، يطلب منه مشورة للتكفير عما فعله، لكنه عِوض البحث عن رجل الله طلب رجال الأوثان من سحرة ومنجمين. لقدأرعبه الله، فكان يليق به أن يبحث عمن يقدم له الصوت الإلهي، لكنه حتى في وسط ارتباكه طلب صوت أوثانه. لقد أدرك أنه لا يستطيع الهروب من حكم الله، فطلب أن يجد تعزيته في السحرة. يمكننا القول أن بيلشاصر كان أعمى، أغلق عينيه عن معاينة النور الإلهي.
بإعلانه عن الهدايا التي يقدمها لمن يفسر له الرؤيا أوضح أن قلبه لم يتمتع بالمخافة الإلهية. لقد صار شبه ميت، ومع هذا ففي كبريائه الخفي يظن أنه يُغني من يفسر له الرؤيا، عِوض الوعد بالتوبة.




"ثم دخل كل حكماء الملك،
فلم يستطيعوا أن يقرءوا الكتابة، ولا أن يُعرفوا الملك بتفسيرها.
ففزع الملك بيلشاصر جدًا، وتغيرت فيه هيئته، واضطرب عظماؤه" [8-9].
لقد ظهرت لهم الكتابة أشبه بسفرٍ مختومٍ كما جاء في (إش 29: 11)، لم يستطيعوا فتحه وقراءته. أو قل إنهم صاروا عميانًا غير قادرين على الرؤية. وُضعت غشاوة على قلوبهم، فلم يستطيعوا القراءة.
وهب الله الملك بيلشاصر أن يرى اليد الخفية تكتب على الحائط، لكنه لم يهبه القدرة على قراءة ما هو مكتوب. وجاء الحكماء ليقرءوا، لكنهم كانوا أشبه بالعميان. لقد سمح الله بذلك حتى يزداد الملك رعبًا، فيرتعب كل من حوله. ولعل هذا الحدث بين ألفٍ من العظماء غير الزوجات والسراري جعل خبر الرؤيا ينتشر سريعًا، لا على مستوى المدينة بل وخارجها؛ مما أعطى كورش طمأنينة وثقة أن ما يصنعه يلزم أن يتم سريعًا، لأن يدّ الله تسنده. هذه الأحداث التي حتمًا بلغت كورش فيما بعد بتفاصيل دقيقة دفعته نحو تكريم دانيال وشعبه وإلهه، فسمح للشعب بالعودة إلى أورشليم.
أدان الله تصرف الملك الشرير في ذات الساعة، فجاءت الكتابة لا في حلم بل حقيقة ملموسة. وقد أدرك الملك أن عقوبة تنتظره، لذلك خاف جدًا قبل معرفته بالتفسير. هذا يوضح أن ما فعله الملك لم يكن عن جهلٍ وإنما عن إدراك ووعي.
* رأى بيلشاصر أصبع يد تكتب على الحائط، وفي الحال انطبعت صورة شيء مادي على روحه خلال حواس جسدية، وعندما انتهت الرؤيا بقيت الصورة في أفكاره، بقيت منظورة في الروح لكن غير مفهومة...
عندما فشل في اكتشاف المعنى، جاء دانيال في الحال، وإذ كان ذهنه مستنيرًا بروح النبوة، كشف للملك المضطرب المعنى النبوي للعلامة.
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دانيال النبي| امتناع دانيال النبي عن اللحم والخمر
دانيال النبي | استخدم دانيال النبي أكثر من تعبير في اعترافه بالخطايا
دانيال النبي | لأجل ذلك أَمضى الملك داريوس الكتابة والنهي
دانيال النبي | بيلشاصر والكتابة على الحائط
سفر دانيال 5: 25 و هذه هي الكتابة التي سطرت منا منا تقيل و فرسين


الساعة الآن 09:59 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024