رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"في تلك الساعة تم الأمر على نبوخذنصَّر، فطُرِدَ من بين الناس وأكل العشب كالثيران، وابتل جسمهُ بندى السماء، حتى طال شعرهُ مثل النسور وأظافرهُ مثل الطيور. وعند انتهاء الأيام أنا نبوخذنصَّر رفعت عينيّ إلى السماء، فرجع إليّ عقلي، وباركت العليّ وسبحتُ وحمدتُ الحيّ إلى الأبد، الذي سُلطانه سُلطان أبدي وملكوته إلى دور فدورٍ" [33-34]. في كبريائه نسب لنفسه بابل بأسوارها وحدائقها العامة ومعبدها للإله بعل والقصر الملكي. ينسب هيرودت Herodotus بابل إلى سميراميس Semiramis ونيتوقريس Nitocris، بينما يذكر بيروسوس Berosus وأبيدنس Abydenus أن البابليين، أي نبوخذنصَّر، أضافوا إلى المدينة القديمة الكثير فبنى نبوخذنصَّر قصرًا فخمًا وأسوار المدينة. يُستشف من نيتوقريس أن زوجة نبوخذنصَّر قامت بتجميل المدينة. هاجم النُقاد هذا النص [30]، بالقول بأنه تاريخيًا لم يبنِ نبوخذنصَّر بابل، لكن في الاكتشافات الحديثة وُجدت آلاف من الطوب في بابل نُقش عليها من أسفل "نبوخذنصَّر بن نبوبلاسر". هذا وأن كلمة "بناء" هنا لا تعني مجرد التأسيس، إنما تستخدم أيضًا في التوسيع والإضافة. ولا ننسى أن كثيرًا من الملوك اعتادوا أن يدفنوا أمجاد السابقين، وينسبوا كل شيء إلى أنفسهم، بمجرد تغيير شكل الشيء أو الإضافة إليه. * لو لم يرفع عينيه نحو السماء لما استعاد عقله السابق. علاوة على هذا بقوله: "رجع إليه عقله" أظهر أنه لم يفقد مظهره الخارجي بل عقله فقط. القديس جيروم بقوله "دور فدور" لا يعني فقط الأجيال المقبلة وإنما كما يقول القديس جيروم أنه إذ عاد إليه عقله أدرك سرّ ملكوت الله الذي يعبر من الناموس إلى الإنجيل. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|