الله محبة، ولم يشفق على ابنه الوحيد بل بذله لأجلنا، فكيف يختار لنا إلا أفضل الأشياء؟ إنه لا يتطرق إلينا شك في حكمته فهو يعرف النهاية من البداية ويعرف تمامًا النتائج التي ستحدث من كل شيء. كما أن قدرته لا يمكن أن تكون موضع تساؤل. وكل ما يأتي علينا إما أن يكون قد أمر به أو سمح به، لأن له السلطان المطلق على منع أي شيء من الحدوث. وبناء عليه إذا حدث شيء فيكون ذلك لأن الله اختاره أن يكون. وعلى ذلك يكون التذمر أو التشكي بمثابة القول إننا نعرف ما هو الأفضل لنا، أكثر مما يعرف الله؛ أو أن الله لا يُعنَى بنا عناية كافية حتى يختار لنا الأفضل. والقول الأول كبرياء وتجديف، والثاني عدم ثقة في دوافع الله وفي محبته.