*يا برج داود يا برج العاج *

[walaa farouk]

*يا برج داود ؛ يا برج العاج *


نسمع اليوم ألقاباً صادرة نحو مريم أمنا من نفوس ضعيفة خائفة على أمر خلاصها
من مكايد الشيطان والعالم فنسمعها تقول : " يا برج داود ، يا برج العاج ،
يا بيت الذهب ، يا تابوت العهد " .
يروى أنّ داود الملك بعد أن دخل مدينة صهيون وهي أورشليم
، اراد ان يضع حاجزاً يمنع الأعداء من الرجوع الى غزو المدينة
وسلبها فبنى لها برجاً منيعاً أسماه برج داود ، لذلك كان على كل نفس تخاف
من غزو العدو الجهنمي وغاراته أن تقيم لنفسها برجاً حصيناً
، مانعاً رجوع العدو . وما هذا البرج الا العذراء مريم امنا .
اما العاج ! فهو سن الفيل وهو مادة متينة جداً لا يخاف عليها من التلف ولا الكسر
، فمَن بنى برجاً من عاج امن عليه من الدمار والفناء . أجل أن الخلود محال في هذه الدنيا
في الشؤون المادية ، أما في الشؤون الروحية فالامر على عكس ذلك .
وعليه يمكننا القول أن أمنا العذراء هي في السماء أنفع لنا من البرج العاجي .
ومن التجأ اليها ووضع ذاته تحت حمايتها لا يخاف غزو الأعداء لان عاج الطهارة
والقوة يمنع وصول الأعداء اليه وان الانسان الذي يفكر بحفظ كنوزه المادية يجعلها
في خزائن حديدية ليأمن عليها شرّ اللصوص .
ولهذا السبب يقول لنا السيّد المسيح ناصحاً : "
ضعوا كنوزكم حيث لا ينقبها سوس ولا يصل اليها سارق "
ان لنا بيتاً من ذهب هو حصن النعم المريمية البعيد عن السوس وعن أن يسرقه ابليس
. فكل ما نضعه فيه تحت كنف هذه البتول في حريز ولا خطر عليه البتة !.
. أما تابوت العهد فنعرف إنه وُجد لما تسلّم بنو اسرائيل لوحاً الهياً بوصايا الله العشر ،
ففكروا في حفظه ضمن صوان او تابوت قوي خشب معروف هو خشب الارز .
فانتقل هذا العهد المقدّس من أيدي موسى الى أيامنا هذه بعد ان جدده المسيح بميلاده
وموته على الصليب وقيامته من الموت ... واننا بدورنا قد قطعنا عهداً رسمياً
مع ربنا يوم نلنا العماد المقدس وقبلنا سرّي التثبيت والتناول الاول ، فمَن يحفظ هذا العهد ؟
ان الطفل اذا اراد ان يؤمن على كنزه ولو كان بسيطاً يسرع الى امه ويسلمها الكنز !...

فلنسرع نحن ايضا بدورنا الى امنا ونسلمها كنزنا الثمين في طريق القداسة !..

{{ اذكري يا امنا مريم العذراء الحنون انه لم يسمع قط ان احداً التجأ الى حمايتك
وطلب معونتك والتمس شفاعتك ورُّدَّ خائباً }}
يا بيت الذهب يا تابوت العهد تضرعي لاجلنا +++